أدركنا يا سيد الثورة
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
في ظل حكومة التصريف والوضع المزري المسرطن؛ ماتت أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا كثوارٍ لطالما بشروا بصبح البناء والتغيير، وزرعوا في نفوس مجتمعهم الأمل باقتراب زمن تحقيق العدالة الاجتماعية، وقالوا لأنفسهم وللدنيا برمتها: إن فجر الحادي والعشرين من أيلول قد طلع علينا بالحرية والمساواة في الحقوق والواجبات، وعزز في الوعي والوجدان الجمعي ضرورة السعي لانتزاع السيادة، وفرض الاستقلال للأرض والإنسان اليمني، ودفعنا نحو إيجاد موجبات العزة، وعوامل صون الكرامة الآدمية وحفظها، ولم يكن قولنا فيه ضرباً من الخيال أو التنجيم أو التكهن، وإنما كان قول مَن يشهد بالحق وبه يعدل، فهو اليوم الذي انتصر فيه الشعب اليمني على كل أدوات ومشاريع الوصاية والعمالة والتبعية والخيانة المحلية، وأوجد لدى الجميع الإرادة القوية التي مكنتهم من القدرة على الثبات والصمود والتماسك في مواجهة العدوان السعوصهيوأمريكي الكوني، إلى أنْ أنبتت دماء المجاهدين الثوار الأحرار تسع سنبلاتٍ خضر، توشك اليوم أنْ تطالها يد الحكومة المزرية السرطانية بالحرق، وذلك لفرط جهلها بالنهج، وتنكرها للثورة والثوار، وإصرارها العجيب على ضرورة إنتاج الماضي بكل ما فيه من عاهات وسلبيات وكوارث، ولكن بلبوس وأسماء وشعارات ثورية.
إننا اليوم كثوار أو كجماهير محسوبة على الثورة ومؤيدة لها؛ لم نعد نثق بأيٍ من المسؤولين، كبيرهم وصغيرهم، فقد عرفناهم جميعاً، وكفى بالتسعة الأعوام شاهداً ودليلاً، وإنما ثقتنا بعد الله سبحانه وتعالى بأبي جبريل سيد الثورة، وبالمجاهدين الخلص، الذين ساروا بسيرة الصماد، ولم يغيروا ولم يُبدلوا. فأدركنا يا سيد ثورتنا ورمز عزتنا ومهوى أفئدتنا بالتغيير الجذري، لأن هؤلاء المزريين يمعنون في التنكيل بنا، وهدر حقوقنا وكرامتنا، وضرب كل عوامل استقرارنا. إنهم ما تركوا قيمةً إلى مسخوها، ولا مبدأً إلا هدموه، ولا موقفاً مشرفاً لك وللمجاهدين في نصرة الأمة والمستضعفين إلا شوهوه، وكل ما راكمته سيدي والمجاهدون من رصيد في هذا المضمار؛ عصف به المزريون عن بكرة أبيه، فسقطاتهم هذه الأيام لا تعد ولا تحصى! وأخطاؤهم لا تنتهي، واستخفافهم بالإنسان اليمني بلغ مداه، إلى الحد الذي يُسجن الواحد منا بظروف غامضة، ودون سابق تهمة أو صدور ذنب، ثم يموت داخل السجن، ولا تكلف السلطات نفسها ببيان سبب موته، ولماذا اعتقلته من حيث الأصل؟
فعجل بالدواء يا سيدي فقد عم داء حكومة المبيدات للآمال واستشرى وكاد أن يفتك بالشعب كل الشعب.

أترك تعليقاً

التعليقات