مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا شيء يصيب المرتزقة والخونة والعملاء في مقتل سوى الحديث عن الهوية الإيمانية لهذا الشعب، لكونهم يدركون تماماً أنها متى ما تم لها البناء القوي والراسخ في الوجدان الجمعي، بحيث تصبح هي المنظومة الحاكمة للذهنية العامة، والقيمة التي بموجبها تتحدد الدوافع والمنطلقات لأي فعل، وعلى ضوئها تبنى الأفكار والمواقف في كل مرحلة، وتجاه أي حدث أو قضية، كان ذلك إيذاناً بطي صفحتهم من الوجود، وموعداً لتحقق العودة الجادة لليمنيين إلى ذواتهم ودينهم وتاريخهم وأصالتهم، فيصلون الماضي بالحاضر، ليتسنى لهم بعدها رسم ملامح مستقبلهم، وهو المستقبل الذي لم يكن للهوية النجدية، وقرن الشيطان فيه يدٌ، مستقبلٌ موصولٌ بعلي بن أبي طالب عليه السلام، يكون فيه الحضور ليمن الأنصار، يمن الإيمان والحكمة، السائر في درب رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، الحامل لراية الحق، بقيادة أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، وفاءً من الخلف لمبادئ أورثهم إياها سلفهم، وتأكيداً على بقاء الأبناء والأحفاد على العهد الذي عهد به إليهم الأجداد، فدم عمار بن ياسر يجري في دمائهم، وخطه ونهجه وموقفه غايتهم وقصدهم:
«إذا تذكرت عماراً ومبدأهُ
         فافخر بنا إننا أحفادُ عمارِ»
لذلك فسيحاولون التشويه لهذه الهوية، والتشويش على الناس في ما يتعلق بها، كما سيتجهون لإيجاد عناوين ومسميات أخرى كبديل للهوية الإيمانية، ولا ضير عندهم من الاستناد إلى الوثنية، أو اليهودية في البحث عن أي دليل مهما كان ضعيفاً وبعيدا كل البعد عن العقل والمنطق، لا لشيء إلا ليقولوا: إن اليمن لا صلة له بالإسلام، وينفوا عنه احتضانه للرسالة، ودفاعه عنها، وتفانيه وإخلاصه في سبيل بقائها صافيةً نقيةً كما أراد لها الله ورسوله صلى الله عليه وآله، وقد بدأوا بالفعل في ذلك، ولهم أوراق ومقالات بحثية أوسخ وأحط بكثير ربما مما جاء به سلمان رشدي، قبحهم الله أجمعين.
ثم إن رجال الهوية الإيمانية هم الذين قطعوا دابرهم، ونكلوا بهم في مختلف الجبهات، إذ استطاعت هذه الهوية أن توحد جميع الأحرار على اختلاف مناطقهم وتنوع أعراقهم وألوانهم وطبقاتهم، جاعلةً منهم إخوة متحابين، ينصر بعضهم بعضاً، ويتولى بعضهم بعضاً، غايتهم نيل رضا ربهم، وحركتهم في سبيله، فكانوا المستحقين بجدارة للدخول في حزبه، وليكونوا هم أنصار دينه، لذلك سيبقى أولئك المنافقون يحملون العداوة والبغضاء تجاه هذه الهوية، وتجاه كل رموزها قديماً وحديثاً، وأتوقع أنهم في قابل الأيام سيُسيئون حتى إلى القرآن الكريم، لكونه أساس قوتنا، وعنوان حركتنا ونهجنا.

أترك تعليقاً

التعليقات