في المسكوت عنه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
سبعٌ من سني الصمود والعزة والنصر والثبات قدم فيها الشعب ممثلاً بقيادته العظيمة ومجاهديه المخلصين موجبات استحقاقه للحرية والاستقلال، ولكننا بتنا نجد ملامح توحي بشيء من العجز والفتور الذي بدأ يظهر على معظم الكتاب والشعراء والإعلاميين، لماذا كلما اتسعت مساحة الإنجاز وتزايدت مظاهر المسار التصاعدي في كل جانب من حولنا وجدنا أنفسنا نعيش حالة من اللامبالاة إلى درجة نستطيع من خلالها أن نحكم على مثل هؤلاء بتبلد المشاعر والأحاسيس؟
ولو أن المجال يتسع لإيراد بعض الأمثلة لوضعت بين يدي القارئ شواهد على ما ذهبت إليه، ولكن لا بأس أن أحاول إبراز المشهد من خلال ما نسمعه ونعايشه عبر محطاتنا الإذاعية أو لنقل معظمها.
لقد بتنا نلحظ اقتصار معظم المحطات الإذاعية في ما تقدمه من مادة إعلامية للناس على الزوامل المطعمة بالفلاشات الحربية فقط، وهذه الطريقة لا شك قاتلة إذ جعلت دور الكثير من المحطات عبارة عن (MP3) وضعت فيه ذاكرة مملوءة بالزوامل والفلاشات لولا الشارة التي تظهر من وقت لآخر مذكرةً بأن هذه إذاعة كذا وكذا.
كما تعاني معظم المحطات من افتقار للكادر القادر على التأدية المطلوبة للرسالة التي تقتضيها الغاية من وجودها فأحدهم على سبيل المثال وعبر إحدى هذه المحطات في ذكرى استشهاد الإمام زيد (عليه السلام) يقول بأن الإمام زيد خرج في صف هشام بن عبدالملك، واستمر بالهرف بما ليس له معرفة به ولا يجد أدنى اطلاع عليه، ساعتين ونصف حوت في طياتها ما يبكي ويضحك في نفس الوقت حينها فقط تذكرت شهيد المحراب الدكتور المحطوري (رحمه الله) حول قضية الصراع الأزلي بين الحق والباطل، وأدركت أن الرؤوس الفارغة والعقول الخاوية هي التي تصنع مجتمع "تشابه البقر علينا" في كل العصور.

أترك تعليقاً

التعليقات