هو شرف لا يستحقونه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لن يطول بنا المقام في ظل النفوس الخربة، والخشب المسندة، الجاثمة على صدر الثورة والثوار، السادّة أمام أنظارنا الآفاق، الموجدة بكسلها وغفلتها وتوانيها ولامبالاتها وغبائها وعجزها وفشلها عند كل انتصار أو إنجاز ميداني؛ عواملَ التثبيط والتنفير، والباعثة بقراراتها غير المدروسة، واندفاعاتها الطفولية الرعناء الشكوك والمخاوف لدى أتباع الثورة وجماهيرها المخلصين مما سيحل بهم غداً على أيدي هكذا نفسيات مريضة، مسكونة بالعجب والتعالي والغرور والعنجهية والتعجرف، قابلة للتحول باتجاه الظلم والطغيان، ترى بعضها حتى وهو ذاهبٌ إلى السوق أو المشفى لشراء شيء ما، أو زيارة أحد أقربائه أو زملائه؛ قد أحاط به المرافقون من كل اتجاه، بنادقهم جاهزة للتصويب نحو الهدف، الأصابع على الزناد، العيون تقدح شرراً، فيثيرون الخوف والرعب في نفوس العامة، ويبعثون على الشفقة والاشمئزاز والسخرية لدى الأحرار والعقلاء، كونهم ليسوا في عير المنجزين والمنتصرين، ولا في نفيرهم، ولا قادة فيالق أو جبهات أو مناطق عسكرية، كلُ ما في الأمر أنهم وُجدوا في مواقعهم ومناصبهم عن طريق الخطأ، وقد آن أوان التصحيح للأخطاء، والتصويب للمسارات، والتغيير الكلي ومن الجذور لكل الواقع السلبي المخيب للآمال، وجميع الأوضاع المزرية الجامدة الراكدة الميتة المميتة.
نعم آن أوان اقتلاع هكذا ذوات وشخصيات من الجذور، إذ باقتلاعهم سيُرد للثورة المباركة المجيدة اعتبارها، ويتجلى مدى إكبارنا وإعظامنا لبذل الباذلين وتضحية المضحين، ونحن واجدون في صفوف الثوار والأحرار عشرات، بل مئات الآلاف من الرجال الشرفاء والمخلصين، الذين يعرفون بالوعي العميق، والمعرفة الدقيقة الشاملة، ويتسمون بالنزاهة والكفاءة وسعة الأفق وبعد النظرة وتقوى الله قبل هذه العوامل وبعدها. رجالٌ يواكبون السيد القائد سيد الثورة أبو جبريل أيده الله في جميع المراحل، مواكبةَ مَن لديه القدرة والقابلية لكي ينهض بواقعه، ويرتقي بنفسه وفكره، وينمي مواهبه وقدراته، كل ذلك على ضوء ما يسمعه من الهدى، ويشهده من أحداث ومتغيرات على جميع الأصعدة، ويقوم به من تربية ومجاهدة لنفسه، ويعيشه من ثبات واستمرارية في مجاهدة عدو الله وعدوه.
وأخيراً؛ فإن هؤلاء المرضى العجزة الفاشلين؛ قد باتوا على يقين أكثر من غيرهم؛ بأن المرحلة التي وصل إليها يمن الإيمان والحكمة، ولاسيما في ظل معركة طوفان الأقصى، وعزم علي العصر سيد الثورة على اقتحام وفتح خيبر الحديثة، منطلقاً من البحر الأحمر وباب المندب؛ مرحلةٌ لا تحتمل وجودهم، وشرفٌ لا يستحقه أمثالهم، مرحلةٌ رجالها كل مالكٍ، وقيس بن سعد، وعثمان بن حنيف، لا كل زياد وشمر وأبي موسى، مرحلةٌ لا تقبل النقص والناقصين، ومقامٌ ليسوا جديرين به على الإطلاق.

أترك تعليقاً

التعليقات