رسالة الدم
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
دماء المظلومين والثابتين على أرضهم ودينهم، والمدافعين عن كرامة وعزة وشرف الأمة، والحماة لدينها ومقدساتها، والمحافظين على وجودها، والمعيدين للإنسانية اعتبارها، هي دماءٌ طيبة وطاهرة وغالية وزكية، دماءٌ يجب علينا تهجي حروفها، وفهم رسالتها وإيصال صوتها إلى العالمين.
لقد قال المضحون كلماتهم، وعبروا عن موقفهم، ورغبوا بالموت لتحيا قضاياهم وأهدافهم، وتبقى حركتهم ملهمة للأجيال، كيف يجب أن يختاروا الموت على حياة الذل والهوان.
إن لكل تضحية في سبيل الله الذي هو سبيل الناس وجهين؛ هما: الدم والرسالة كما قيل. وهذه الرسالة هي التي يعمدها كل شهيد بدمه تحتاج إلى مَن يعيها، ويحملها إلى الأجيال.
ولا يمكن لأي أحد أن يكون جديراً بحمل شرف تبليغ رسالة الدم، لأنها تشترط على حاملها مجموعة من الشروط التي لا يمتاز بها سوى القليل من الناس. هذه الشروط هي:
العلم والمعرفة، والوعي والإخلاص والشجاعة، والقدرة على القول مهما كانت المخاطر، والاستعداد لبذل الروح في معرض الأداء للرسالة، وإبلاغ صوت الدم إلى كل أذن.
الصبر والمصابرة والمرابطة في ساحة الحق والعدل، ومقارعة كل مَن يسعون لإطفاء نور الله بأفواههم.
البصيرة وقوة المنطق في عرض الحجج، وتفنيد المغالطات والأكاذيب التي يروج لها الباطل وحزبه.
الاستيعاب للناس ومعالجة جهلهم بحكمة ومحبة ورحمة، مع التصدي للطواغيت والمجرمين بحزم وبسالة ورباطة جأش وفصاحة لسان، ووضوح الفكرة.
الحرص على الابتعاد عن الوقوع في المأساة والاستغراق في الحزن والألم إلى الحد الذي يجعل الرسالي ينسى دوره في المعركة.

أترك تعليقاً

التعليقات