كون مثقل بالحزن
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
قف وابكِ ثوراتك، كما نكساتك، ولا تظننَّ أن أيلول القرن الحادي والعشرين، لن يصاب بما أصيب به أيلول القرن العشرين! لأننا عزيزي الثائر لم نستفد من الماضي، لكي نبني الحاضر، ولم نع ما أفسد أمسنا، ولم نعمل على بناء يومنا، ففقدنا الأمس كتجربة، ودروس وعبر، ونخشى فقدان اليوم حركة وعملا ونضجا واستقامة، تصنع بمجموعها ثقافة حرة ووعيا مستنيرا، وسياسة راشدة، ودولة قادرة، لها صولة وجولة في خدمة الشعب، الذي ظل خادما لدى كل سلطات اليمن الجمهوري قديمها وجديدها، ويا وجعي لو ضاع حاضرنا، فيضيع بضياعه مستقبل أبنائنا!
أنا هنا أنزف دماً، لا أتلاعب بالكلمات. أنا هنا لا أنتقد، ولا أتصدى، ولا أهاجم فلانا، أو علانا. أنا هنا لأمارس حقي في البكاء، في النحيب، في التوجع، في الأنين. أنا هنا كون مثقل بالحزن، والدم والدموع، ذات تخمر فيها اليأس، وضاعت في دروب انتظار الآتي الذي لم يأت بعد!
نعم ثمة يدٌ تكفكف دمعي، وتبلسم جراحي؛ لكن يد الهدم لا تنفك عن الإمساك بخناقي كي لا أتنفس، ولا تكاد تنتهي لحظة شعوري بعظمة ما يحققه الرجال، رجال الرجال، حتى يتلقى وجهي صفعة من قبل يد الأشباه، أشباه الرجال، يد الهدم، لا البناء، جالبة الخوف بعد كل ما تحققه يد الحماية من أمن.
لقد اعتقدت واهماً أن زمن الفتح والجهاد والتغيير الجذري، عصيٌ على التراجع والجمود، لكن ويا لغفلتي وقلة وعيي، وانعدام بصيرتي!
فالفتح؛ يجلب الطلقاء، وينزلهم منزلة المهاجر والأنصاري، والجهاد المقدس في تبوك القدس، وعسرة غزة؛ مهددٌ بآلاف الذين يكمنون لآمالنا من الداخل عند كل منعطف، ويتربصون بثورتنا في كل مرحلة، ثوريون كأبي حفص، مجاهدون كمعاوية، متظاهرون بالزهد، كعتيق.
يقولون عن القائد: إنه يهجر، حين أعلن التغيير الجذري. ويقتلعون من الجذور لكل عمار وأسامة وأبي ذر.
كلما قتل العدو لثورتنا حمزة أو جعفر؛ لاكوا أكبادهم، وداسوا فوق جثثهم، وبالوا في مقام القدسية المصاغ بطهر دمهم ودم كل شهيد.

أترك تعليقاً

التعليقات