في المسكوت عنه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا تستغربوا وجودَ مرتزقة وعملاء وخونة وأدوات طيعة بيد العدو الأجنبي والمحتل الغاصب من أبناء بلدنا وشعبنا، ولا تعجبوا أو تندهشوا إن وجدتم ضمن هؤلاء المنحطين أحزاباً وشخصيات اجتماعية وقبلية وعُلمائية وثقافية وأدبية وعسكرية وغيرها، نعم لا تستغربوا، وذلك لسبب وجيه ومنطقي جداً، وهو أننا كشعبٍ يمني لانزال نعاني من الجهل بثقافتنا وتاريخنا وأصالتنا، ولاتزال هنالك الكثير من الحلقات المفقودة في تاريخنا كان فقدانها سبباً في تشكل شخصيات وجماعات وأحزاب وتيارات ونخب ترى انتماءها لليمن ووجودها في الأرض اليمنية منقصةً ومذمةً لا يمكن لها التخلص منها أو بالحد الأدنى التخفف من تبعاتها إلا حين تعمل كأداة بيد الخارج وتتحرك بأمره وتصير ضمن ملكيته المطلقة، فعبوديتها للأجنبي وخضوعها المطلق له وانصياعها لرغباته وتنفيذها لما يريد هو الدين والعروبة والوطن والجمهورية والحرية والوحدة، وهو كل ما من شأنه أن يعبر عن إنسانية هؤلاء ويكسبهم شيئاً من الاطمئنان بأنهم لايزالون بشراً.
لقد نما وترعرع هؤلاء الخونة وشذاذ الآفاق في ظل بيئة لم تكسبهم شيئاً مثلما أكسبتهم كيف يكونون مرتزقة، كيف يكونون عملاء، كيف يكونون منحطين، كيف يبيعون بلدهم ويتنازلون عن كرامتهم ويقبلون من يسعى لاحتلال أرضهم وانتهاك عرضهم وانتهاب مقدراتهم مقابل الفتات الذي يسدون به رمقهم ليتمكنوا من مواصلة السير في خط العبودية، ولكي تتاح لهم المزيد من الفرص التي يستطيعون بواسطتها ممارسة كل طقوص الإذلال والطاعة العمياء لأمير النفط وشاربي أبوال البعير.
إن ما يهيئ المجتمعات للقبول بالمحتلين ومقاتلة أبناء جلدتهم ووطنهم في صف الغزاة هو غياب ثقافة مقاومة الاحتلال من الذهنية بالخالص، بحيث يجد اليمني نفسه لا يعرف شيئاً عن تاريخه إلا النزر اليسير، إذ إن كل ما تلقيناه في المدارس والجامعات وسمعناه عبر وسائل الإعلام عن تاريخنا، عن مقاومة آبائنا وأجدادنا للاحتلال العثماني والبريطاني، أقل بكثير مما حفظناه من الحكايات الشعبية والأساطير التي كانت الجدات تلقيها على مسامعنا كل مساء.

أترك تعليقاً

التعليقات