صديقي اللائم والمتشفي
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
«لم تحافظ على موقعك الجهادي كما يجب، فقد كنت من خلال المتراس الذي هيأته لك إحدى الإذاعات الأكثر اتصالاً وارتباطاً بالمجاهدين، والأوسع تغطيةً وانتشاراً في جميع الأراضي اليمنية تحظى بشرف مسامرة رجال الرجال كلما وصلت عقارب الساعة إلى العاشرة من كل مساء، وكان يستمر اللقاء في البداية حتى منتصف الليل، ثم امتد بعدها حتى تمام الثانية والنصف فجراً، إلى أن تدخلت في ما لا يعنيك، وتعديت الخطوط الحمراء في ما تطرحه من مواضيع، وتثيره من أفكار، إلى أن ألبت عليك الكثيرين، واستثرت غضبهم، بتعمدك النيل من شخصيات بعينها، واستعمالك الطريقة الحادة في الطرح، والتزامك صريح القول في ما تسعى لمعالجته من إشكالات، أو بيانه من أخطاء واختلالات، ناهيك عن اعتبارك نفسك نداً لرموز وهامات ذات موقع قيادي مرموق وهام، ولها وزنها وثقلها رسمياً وشعبياً، غير مكترث بما لها من دور فاعل ومكانة عالية، وهذه هي النتيجة، فقد أصبحت منبوذاً معزولاً مذموماً مدحوراً»، هكذا قابلني أحد أصدقائي بكل هذا الوابل من الكلمات التي أصابتني في مقتل، مع العلم أن لقاءنا جاء بعد ثلاث من السنوات لم نلتقِ خلالها قط، ولم يتح لأحدنا حتى سماع صوت الآخر أو تبادل الرسائل معه، فلماذا كل هذه القسوة والفظاظة؟
لا يا صديقي أنت مخطئ للغاية، فلقد حافظت على موقعي العملي، وأوليته اهتماماً أعظم مليون مرة من بيتي وأسرتي ونفسي، وكانت ساعات برنامجي التي أشعر بقضائها مع المجاهدين في كل جبهة وميدان هي أفضل أيام عمري، لكونها احتوت في طياتها خفقات قلب رجلٍ أراد الجهاد في سبيل الله، ولم يكن بوسعه حمل بندقية والتوجه إلى ميدان بذل النفس والمال لله، فجعل من لسانه وقلمه سلاحاً يصول بهما ويجول، كي يتمكن من الاتحاد ببقعة من أرض داست على ترابها قدم مجاهد من أبطال جيشنا ولجاننا الصادقين الخلص، لعل وعسى أجد شيئاً من ذاتي المحطمة وكياني المبعثر، وروحي المشتتة، ولعل وعسى تشملني رحمة ربي فأحظى بالشهادة في سبيله.
إن جريمتي يا صديقي التي عُوقبت على اقترافها هي: أنني جعلت القاعدة الأساس في عملي دروسا ومحاضرات من هدي القرآن الكريم للشهيد القائد، وحاولت بقدر استطاعتي استيحاء المحددات التي ترسم لي الوجهة وتحدد لي مسار الحركة في ما أقدمه من برامج من محاضرات سيد الثورة، ولم أكن صدامياً، أو حاد الطرح والأسلوب إلا مع مَن يريدون للمسيرة أن تصير عبارة عن خليط من العفششة والدعوشة والمشائخية القبلية التي تقسم الناس إلى أفاضل وأراذل وشريف ووضيع على أساس عرقي ومناطقي، وهذا ما تعلمته من المسيرة المباركة، التي تريد للناس كل الناس أن يكونوا البنيان المرصوص، الذي تتلاشى من أجله كل الفوارق الطبقية، وتسقط في مقام تشكله كل الأسماء والامتيازات والألقاب، فالجميع عباد الله، والمملوكون له، والمكلفون بنصرة دينه والمستضعفين من خلقه.
عليَّ يا صديقي التوقف هنا اليوم، وأعدك أن نكمل حديثنا غداً، فكن بانتظاري أرجوك.

أترك تعليقاً

التعليقات