أعلام الضلال
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
التقصير في أي عملٍ من قبل المنتمين إلى هذه المسيرة المباركة، أو التهاون في القيام بما يجب القيام به، هو ذنبٌ كبير وعاقبته وخيمة، كما أكد السيد القائد (رعاه الله)، إذ قال: «إن ذلك إساءة للمسيرة منهاجاً وقيادةً وشهداءً ومنتمين وطريقةً»، ويضيف في معنى كلامه سلام الله عليه، أن الله هو مَن سيتولى عقوبة المقصرين والمتخاذلين لأنهم أساؤوا إلى الله أولاً قبل كل شيء، من خلال إساءتهم إلى القرآن الكريم الذي هو كلامه سبحانه، وكتابه المقدس والعظيم الذي أنزله لهداية عباده.
ولا تقف جريمة المقصرين والمتهاونين عند هذا الحد، بحسب ما أكد ذلك سيد الثورة في أكثر من لقاء جمعه بالكثير من المعنيين والعاملين، إذ بين سلام الله عليه أن التقصير خيانةٌ لله ولرسوله وللمؤمنين، وأنه يقتل لدى الناس آخر أملٍ لهم في إصلاح أوضاعهم وتحسين معيشتهم، وتحقيق تطلعاتهم، لأنهم بعد أن جربوا الانخراط في أكثر من حركة وتيار ولم يتحقق لهم في الواقع شيء لجأوا إلى هذه المسيرة، لكونها تمثل لهم الخلاص من كل تبعات الماضي وآثاره المضنية والتدميرية على كل المستويات، وتعد المسيرةُ بالنسبة لهم هي الملاذ الوحيد لضمان حقوقهم وحرياتهم وبناء حاضرهم ومستقبلهم.
فأين أولئك الذين يحاولون إسكات الناس على تصرفاتهم السيئة وأخطائهم المتكررة والمستمرة باسم التسليم؟ أين هم؟ لنقول لهم: ما أسوأ حال مَن يبادر بالتستر على ظالم، ويعمل على تزييف الحقائق، ليرضي هواه، أو ليجعل من مثل هكذا تصرف سبيلاً لكسب ود مَن يعمل تحت إمرتهم من الذين بدلوا وغيروا.
ولكل مَن يحرصون على استقطاب الأقلام الساهرة على تبييض سواد سيرتهم وأعمالهم نقول: نعلم أن بعضكم يتحجج علينا بسبقه وتقدمه في التحرك والانضمام مع هذه المسيرة وإليها؛ لكن اعلموا؛ أن أحط الناس وأرذل البشر هم: الذين ظلوا لفترةٍ طويلةٍ من الزمن يعانون من الظلم والبطش، فإذا ما تمكنوا عملوا على استعادة سيرة جلاديهم بكل تصرفاتهم وسلوكياتهم.
هؤلاء ليسوا منحطين فحسب؛ بل الأكثر انحطاطاً. وليسوا مجرمين فحسب؛ بل الأعظم جرماً بين كل المجرمين. باختصار؛ هؤلاء هم: سادة الظلم والفساد والبغي والجريمة. إنهم أعلام الضلال.

أترك تعليقاً

التعليقات