إيران الثورة بخير
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا يختلف شريفان وحران بأن استشهاد كبار قادة الجيش الإيراني، والحرس الثوري، مثل كابوساً لكل حر وشريف، إذ اعتبره هؤلاء ضربة موجعة لواسطة عقد محور المقاومة والجهاد، ونموذج الكمال الثوري التحرري الذي يمثل قدوة يقتفي أثرها كل المحور، وعنوان القوة والاقتدار الذي يراهن عليه لتغيير المعادلات لصالح جبهة الحق، فلو لم تتمكن درة تاج المحور، وقلبه وعموده الفقري من الصمود في وجه الكيان الصهيوني اللقيط، لدب اليأس في نفوس كل مَن لم يزل يرى أن الحياة والحرية لن ينالهما إلا مَن سلك سبيل الجهاد والمقاومة.
ولكن كيف أعادت إيران بناء نفسها بسرعة في أقل من 12 ساعة، وانقلبت الحرب رأساً على عقب؟
والحقيقة فإن هذه اللحظة العصيبة التي مرت بها الجمهورية الإسلامية بداية الهجوم الصهيوني الغادر والهمجي، ليست بجديدة عليها، ففي يوم من الأيام، اغتيل 72 من أركان الثورة في بدايتها، منهم الشهيد بهشتي ورفاقه، والعديد من الشهداء الأعزاء.
في ذلك الوقت، لم تكن إيران تتمتع بتلك القوة التي نراها عليها اليوم، في ذلك اليوم اغتيلت الثورة الناشئة، بكل عناصرها المهمة، ولكن العجيب أنه لم يحدث فراغ، ولم تمت الثورة.
ثم بدأت الحرب العراقية الإيرانية أيضاً، فهل حدث فراغ أو ارتباك أو تراجع؟
لا لم يحدث شيء من هذا القبيل.
صحيح أن طهران فقدت العديد من جنرالاتها الأعزاء وأنها تتألم لفقدهم، لكنهم بنظرها حققوا أفضل حضور، وهو الحضور الذي لا يتأتى إلا بالشهادة، وبالطبع فإن مقتلهم على أيدي أشرار هذا وذلك العصر، لم يكن سوى سبب لابتعاث حلمهم من الخيال إلى الحقيقة التي تصبح واقعا.
ستمر السنون، وسترون أن هؤلاء الأعزاء سيُستبدلون بأشخاص أقوى وأكثر قوة..
وهذا وعد إلهي.. لن يحدث شيء لإيران الإسلامية.. ليحترق خصومها ويموتوا كمداً.

أترك تعليقاً

التعليقات