مرحلة الإسلام الإلهي
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
بالحق انتصرنا على كل قوى الشر والفساد والعمالة، وأنظمة وممالك الارتهان والتبعية. وبالحق أزلنا كل الحجب والغشاوات والحواجز والعقبات والمعوقات التي حالت دون معرفة العقل العربي والمسلم لطبيعة مشروعنا، ونبل غاياتنا، وسمو وعظمة أهدافنا، والهم الذي نحمله، والقضايا التي نتبناها ونستميت في الدفاع عنها. وبالحق نقف اليوم في وجه الصهيونية الاستكبارية العالمية، والله معنا ناصراً ومسدداً وممداً وراعياً وحافظاً ومثبتاً ومعيناً. وهكذا نمضي ويد الله فوق أيدينا، لنبين للناس أن كلمة التوحيد: «لا إله إلا الله» في قاموسنا، ليست خاضعة للفكر المعياري، بل هي حقيقةٌ نوقن بها، وفكر نعيشه ونتمثله في أقوالنا وأفعالنا، وبُعدٌ نبني على أساسه رؤانا للكون والحياة والإنسان، ونتخذ بموجب التزامنا به مواقفنا في جميع الأحوال ومختلف الظروف، ونحدد بموجبه كيف نعمل، وماذا نعمل، وأين نتحرك، ولماذا، ومتى نسالم أو نحارب، ومَن هو العدو أو الصديق، ولماذا نحن موجودون... كل هذا وأكثر هو سر قوتنا، والأصل الذي ببركته تحققت الانتصارات، وحصلت التحولات الكبرى والنقلات النوعية، إلى أن أصبحنا نداً للشيطان الأكبر وقبيله وحزبه، وصرنا جديرين بشرف منازلته، وإلحاق الهزيمة والعار والخزي به، ليستفيق بعدها العالم على حقيقة ما يعنيه قول: الله أكبر، ويدرك المسلمون كم كانوا بعيدين كل البعد عن جوهر الإسلام لله، ومقتضى الإيمان به سبحانه، إذ عبدوا من دونه أمريكا لقرون من الزمن، وأسلموا لها القلب والعقل واليد واللسان والعرض والأرض والبشر والحجر والشجر، واعتبروها المحيي والمميت والرزاق والمبدئ والمعيد والأول والآخر ومَن بيده كل شيء، وهي على كل شيءٍ قدير!
نعم، لقد شكلت معركة «طوفان الأقصى»، وما تلاها من عدوان لأكثر من مائة يوم، الصدمة الكبرى للعقل العربي والإسلامي، وقبل غيره من العالمين، فوجد العرب والمسلمون أنفسهم بين خيارين: إما أن يعترفوا بأنهم كانوا مخدوعين بأنظمتهم ودولهم ونخبهم ومفكريهم وجيوشهم وأحزابهم وتنظيماتهم وعلمائهم، الذين جعلوهم يعيشون الهزيمة لخمسة وسبعين عاماً مسلوبي القدرة والإرادة أمام الصهيونية والاستكبار، لا يملكون سوى الشجب والاستنكار والبكائيات فقط لا غير، مع البقاء على ما هم عليه من ذل وهوان وغربة واستلاب وتبعية وانعدام وزن؛ وإما أن تعيدهم هذه الصدمة إلى ذواتهم، مستفيدين من كل العوامل التي أسهمت في كشف الحق، وكشف وتعرية الباطل، لكي يستفتحوا حياة ومرحلة جديدة، عنوانها العزة والنصر والغلبة والتمكين، مرحلةً لها قادتها ورجالها وحركاتها، مرحلةً لاح فيها سيد الثورة أبو جبريل سهيلاً يمانياً يهدي السالكين سبل الضياع والغفلة إلى سبيل الرشاد.
نعم، فكل شيء هنا وعلى امتداد محور الجهاد يوحي بأننا دخلنا بعد معركة «طوفان الأقصى» مرحلة وحقبة زمنية جديدة، هي مرحلة ظهور الإسلام الإلهي على الإسلام الأمريكي: إسلام الصهاينة الأعراب، إسلام المصلحة والتدين الزائف، إسلام السوق والمظاهر الشكلية، إسلام العبودية لغير الله، إسلام السكون والعزلة والانغلاق وإلغاء العقل، إسلام العاطفة والخرافة وشيطنة الحق وأهله.

أترك تعليقاً

التعليقات