ما تركناك يا ابن الحسين
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا يومَ كيومكَ يا ابن الحسين؛ ولا حزنَ يرقى إلى مقام حزننا على فراقك. فالقلوب مكلومة بعدك، والأكباد تشتوي بنيران الشوق والحنين إلى لقياك.
عامٌ على وقوع الفاجعة؛ لكننا نلتقيها بذكراها الأولى وكأنها حدثت للتو! فلله أبوك كم أنت عظيمٌ! غاب جسدك لتبقى روحاً يحيي ملايين الأجساد؛ وانطفأت عيناك لتمنحا الرؤيةَ الثاقبة، والبصيرةَ النافذة لملايين القلوب والعقول الحرة الشريفة المقاومة في كل أنحاء هذا العالم. فمَن كنصر الله (نصرنا) ومَن مثل حسن (عزُنا) الحاملُ أمةَ المليارين على كاهله، النهر الذي تدفقت من خلاله كل العيون، وتفرعت عنه جميع الجداول، أعني: تلك التي سقت زروع المقاومة للصهيونية والاستكبار في العالم العربي الإسلامي؟! نعم؛ أنت مدد الحرية الذي لا ينقطع، وسيف الجهاد والمقاومة والتحرير الذي لن يثلم حده، ولا يصدأ، ولا يواريه غمد حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
ألستَ الكربلائي النهج والعقيدة والوجهة؟ ألستَ حامي حِمى الحق والعدل والإنسانية من صنعاء إلى كراكاس، ومن الضاحية فغزة فدمشق حتى البسنا؟ ألست نشيدَ تحرير القدس، وحامل اللواء، ومعبد الطريق دماً وسيفاً؟
وإذن فصوتك صلاة القادمين إليها، المبعوثين من الله لتطهيرها من رجس الصهيوني المجرم. يا سيد الوعد: وعدُك ما زال ساري المفعول، وصدقك ما ازداد إلا بهاءً، ويقينك اشتد وامتد ليصبح ميثاقاً جامعاً لكل الأحرار، وعقيدة تتسلح به أفواج وفيالق الجهاد والمقاومة في كل مكان قال: لا للذل والهوان والاستسلام، وهيهات منا الذلة! وبات لسان حال الجميع هو: إنّا على العهد يا نصر الله.
بكيناك؟ نعم؛ بكيناك، وما نزال، وسنبقى نبكيك حتى نلتحق بركبك، وننضم إلى جوارك، ولكننا؛ ماضون على دربٍ أنت نجمنا الذي يرينا كيف نسلكه دون أن نتوقف أو ننحرف، ولن نرضى سوى أن نتم ما بدأت، ونكمل صورة ما أبدعت.
مكلومون بعدك؟ نعم، حتى العظام، ولو كنا جبالاً لتفتتنا وتصدعنا! ألستَ كما قال قائلنا: أبٌ لكل كريمٍ لا يزال أبياً؟!
وإذن فأنت يتمنا الأبدي، أنت فجرُنا الذي لن تحجبه الظلمات، وأنت يومنا وغدنا وكل فكرنا ونهجنا، وشمسنا وقمرنا، فأنت الكل، وكل حرٍ بعدك مطالبٌ بأن يكون قبساً من نورك، وشعلة مقاومة في وجه العدو من بعض نارك.
أبانا: لن نكون التوابين بعد مصيبتنا فيك، بل الحسينيين كما عهدتنا، وقلوبنا قبل ألسنتنا تردد: ما تركناكَ يا ابن الحسين.

أترك تعليقاً

التعليقات