من يحاصر من؟!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
في خضم الأحداث التي يشهدهـا العالم راهناً، والتي تتصدرها الحرب الروسية ـ الأوكرانية، فإن ‏السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يحاصر من؟! ومن سوف يفرض عقوبات على من؟!
بعد أسبوعين من الحرب الروسية في أوكرانيا ومحاولات المعسكر الأمريكي فرض حصار اقتصادي على روسيا، بدأت آثار هذا الحصار تظهر سلباً ليس على روسيا، بل على العالم.
ومن الواضح أن محاولات المعسكر الأمريكي حصار وعزل روسيا لن تفلح، وربما ينقلب السحر على الساحر وتصبح روسيا هي التي تحاصر العالم اقتصادياً.
فحصار روسيا يعني حرمان الأسواق النفطية العالمية من 10% من الإنتاج العالمي للنفط (حصة روسيا)، بالإضافة إلى حرمان دول الاتحاد الأوروبي من 50% من حاجياتها من الغاز الذي يأتي من روسيا، وحرمان أسواق الغذاء العالمية من 30% من الإنتاج العالمي للقمح (حصة روسيا وأوكرانيا)، و34% من الإنتاج العالمي لحبوب الذرة، و84%من الإنتاج العالمي للزيت النباتي الذي يزرع في روسيا وأوكرانيا، 30% من الإنتاج العالمي للحديد، و12% من الألمنيوم، و10% من الإنتاج العالمي للذهب، و40% من احتياجات العالم من أندر المعادن...
إضافة إلى قائمة كبيرة من مواد الغذاء والمعادن الطبيعية والصناعية والمعدات والأدوات ومحركات الصواريخ التي يتم إنتاجها وزراعتها في روسيا وأوكرانيا، ولا يمكن تعويضها من أي بلد آخر.
ومن المتوقع أن يشهد العالم أكبر أزمة غذاء ونفط لم يشهد لها العالم مثيلا، نتيجة محاولات المعسكر الأمريكي فرض حصار اقتصادي على روسيا.
ففي أقل من أسبوعين، وقبل أن يصل حجم العقوبات على روسيا إلى 40% مما هو مخطط له، هناك ارتفاع في أسعار الغذاء في الأسواق العالمية بنسبة 1000% (ألف في المائة)، فيما تضاعف سعر النفط إلى 100%، أما أسعار الغاز فقد تجاوزت كل التوقعات بينما لا يزال غاز روسيا يتدفق إلى أوروبا ولم يتوقف.
أيضاً، أغلب دول العالم المنتجة للقمح أوقفت بيع إنتاجها من القمح خوفاً مما قد تذهب إليه الأمور.
نذكر أن الحرب لا تزال في الأسبوع الثاني فقط، ولم توقف روسيا صادراتها من النفط والغاز والقمح حتى الآن إلا بنسبة بسيطة جداً، وكل ما يحدث الآن من أزمات غذائية وفي الطاقة إنما بسبب المخاوف فقط.
والسؤال الأهم: أين نحن فيما يحدث؟! وماذا تفعل حكوماتنا لمواجهة هذه الأزمة؟! وما الذي قد يحدث لنا، خصوصاً أننا دول وشعوب مستهلكة ونعتمد على الخارج في تغطية ما نحتاج من غذاء ودواء وأساسيات وكماليات؟! وهل نستطيع الصمود لشهر بدون الاعتماد على الشرق والغرب؟!

أترك تعليقاً

التعليقات