من يحكم إمبراطورية الشر؟
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
من شغل ويشغل نفسه بانتخابات الرئاسة الأمريكية أو يراهن على تغيير السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية من خلالها ومن خلال تغيير شخص الرئيس الذي تؤهله الانتخابات لدخول البيت الأبيض، أو يراهن على فوز الحزب الجمهوري وخسارة الديمقراطي أو العكس؛ إما أنه شخص قد يحلم وإما أنه يتمنى ذلك وهو لا يعلم أن أمريكا والسياسة الأمريكية لا تتغير بتغير وجوه الأشخاص الذين يحكمونها، فالسياسة الأمريكية ثابتة، والأطماع هي ذاتها، والشر الأمريكي الرأسمالي هو ذاته، وإن الاستعداد الدائم للإجرام وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق من يقول لها لا وبحق البشرية كلها هو مبدأ ثابت من مبادئ السياسة الأمريكية و»ديمقراطيتها»، وهي مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في إجرامها لأجل تحقيق أطماعها.
ولمن يؤمّل من فوز ترامب أو هزيمة بايدن أو كاميلا هاريس، من العرب والمسلمين، أو يراهن على فوز حزب أمريكي دون آخر، فهو إما يخدع نفسه وإما يجهل أمريكا و»ديمقراطيتها» ومن يحكمها، ولذا فإن معركة الوعي وكسبها هي أولى أولويات ومتطلبات الانتصار في معركة المواجهة المباشرة في ميدان النزال مع الأعداء وعلى رأسهم الصهيوأمريكي، وهي من أهم موجبات النصر، وبغير كسب معركة الوعي لن يكون هناك أي نصر في الميدان، وإن وجد فلا معنى ولا قيمة له، لأنه بغير الوعي لن يعمر ولا يمكن الحفاظ عليه أو حتى صرفه في أول جولة حوار لسلام وهمي يريده الأعداء.
لذا فإن لأمريكا خصوصية عن كثير من بلدان العالم، وهي أنها كما نشأت على أطماع بلا حدود بما لدى الآخرين وجرائم إبادة جماعية بحقهم دونما رحمة أو اكتراث للعواقب، فإن كل هذا وأكثر باقٍ في سياستها وممارساتها وتوجهاتها، دونما ضابط ولا رادع ولا وازع ولا قانون ولا مرجعية يمكن الاحتكام لها، وإن حاولت أن تجمل وجهها القبيح بديمقراطية رأسمالية جشعة لا علاقة لها بالشعب الأمريكي ولا تحترمه ولا تعمل اعتباراً لصوته ولا تعتمد عليه، وإنما تعتمد على ما يسمى «المجمع الانتخابي»، والذي لا تساوي في قيمة أعضاء هذا المجمع بين الولايات، حيث تختلف قيمة العضو من ولاية لأخرى.
وأخيرا، فإن أمريكا لا يحكمها الرؤساء مهما كانوا أقوياء، بل تحكمها ما تسمى «الدولة العميقة» ومؤسساتها، وتتكون من عائلات رأس المال وشركات السلاح والتكنولوجيا والنفط والإقطاع وإمبراطوريات الإعلام والأعمال غير السوية المرتبطة بالصهيورأسمالية العالمية المستهدفة لكل القيم والأخلاق والفطرة السوية. وإعلان بايدن لأمريكا «أمة مثلية» يؤكد هذا. لذا فإن سياسة أمريكا وأطماعها لا يمكن أن تغير نفسها ولا يمكن تغييرها إلا بالقوة، وأمريكا ليست في أحسن أحوالها، بل في أسوئها، فهي تتراجع وتخسر وتنهزم في البحر والبر والجو، ومنها هزيمتها في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي على يد أبناء الشعب اليمني العظيم، والقادم أعظم، ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات