كيان هش
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يصر البعض الانهزامي والبعض الانبطاحي على تمجيد جلاده، على التعامي عن إجرامه، والإنكار لإمكانية ردعه! انهارت أسطورة "القبة الحديدية" للكيان "الإسرائيلي"، مثلما تبددت فرية "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر"، ومايزال بعضنا العربي، رهن فوبيا الذل!
تتوالى صواريخ إسناد اليمن شعبنا الفلسطيني ومقاومته في غزة، ويتوالى عجز الكيان "الإسرائيلي" عن إنكار اختراقها ترسانات دفاعاته الجوية، ومنظوماتها الحديثة تقنيةً والمليارية كلفةً. بات الكيان يعترف مرغما بفشله في التصدي لصواريخ اليمن، بقوة الله.
أكدت عمليات إسناد اليمن الحر لغزة ومقاومتها، كم أن الكيان "الإسرائيلي"، هش وأوهن من بيت العنكبوت حقا أثبتت أنه ما كان للكيان أن يكون أو يستمر عاما واحدا، لولا الإيهان الممنهج للعرب والمسلمين من حكامهم قبل غيرهم وتعميم الهوان بصفوفهم.
تخيلوا، هذا الكيان «الإسرائيلي»، من دون طائرات حربية أو دفاعات جوية، هل كان ليستمر شهرا واحدا على الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا؟! قطعا ما كان له أن يستمر لولا توافرت له الحماية من أنظمة دول الطوق العربية المحيطة به.
تخيلوا أيضا، المقاومة الفلسطينية تملك طائرات حربية أو حتى مُسيَّرات مقاتلة، وقبل هذا منظومة دفاعات جوية. هل كان الكيان «الإسرائيلي»، سيوغل في قتل الفلسطينيين وارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحقهم علنا وأمام عدسات وسائل إعلام العالم؟!
قطعا ما كان لهذا الكيان، العنصري والإجرامي، أن تقوم له قائمة في فلسطين، ولا أن يدوم لسنة واحدة على أراضيها، لولا التخاذل العربي والإسلامي من ناحية، والتواطؤ الغربي «الإنجلوصهيوني» العلني من ناحية ثانية، ولأهداف معلومة غير خافية.
يجاهر الكيان «الإسرائيلي»، بأطماعه في احتلال المزيد من الأراضي العربية في لبنان والأردن وسوريا والعراق ومصر والحجاز (السعودية)، ليقيم «إسرائيل الكبرى»، المُعلنة حدودها منذ مولد هذا الكيان المسخ: «من المحيط الى الخليج ومن النيل الى الفرات»!
لا بد أن تفيق الشعوب العربية من خدرها، وتنهض للدفاع عن نفسها. هي المستهدفة بالقتل والسحل والتشريد والتهجير، هي وليس غيرها المستهدفة بويلات الاحتلال التي يعاني منها إخوتهم وأشقاؤهم في فلسطين منذ مائة عام، على مرأى ومسمع الجميع.
الرهان على الأنظمة العربية والإسلامية، الحاكمة، رهان خاسر. كان رهانا خاسرا بالأمس البعيد وظل خاسرا بالأمس القريب، ومايزال خاسرا اليوم، وكذلك غدا. لا تحرك أو نفير يرجى من أموات ضمير، فرطوا ومايزالون بفلسطين، وسيفرطون بما تبقى!
الخطر بين والشر أبين، دفع الشر أيسر من تجرعه، ودرء الخطر أجدر من انتظاره. لا سلام مع احتلال، بل استسلام مع إذلال. شعوبنا العربية والإسلامية ليست قلة بل كثرة، وقادرة على ردع هذا الكيان الحاقد والمجرم، وكل من يحميه، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات