مسرح الطوفان!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ادعى الانهزاميون والمرجفون ومعهم المطبعون والمتصهينون أن «طوفان الأقصى مسرحية». زعموا أن هدفه إفشال «تسوية ناجزة» للقضية الفلسطينية، وإبطال «إعلان وشيك لقيام دولة فلسطينية»، أعلنوا لاحقا «تحالفا» لإقامتها!
مر عام صاخب بالعدوان والإجرام، وعنفوان إباء الاستسلام. استحالت «مسرحية» الإقدام المزعومة إلى مسرح احتدام مفتوحة، أفشلت تصفية قضية فلسطين، وفضحت صفقة تطبيع الانهزام، وتبضيع الاستسلام!
نزع «طوفان الأقصى»، خلال عام، أقنعة حلفاء وعملاء الكيان الصهيوني، وحماته. محا مساحيق تجميل دول حلف الشر الأنجلوصهيوني، ومعها أقنعة حكام العرب وحكوماتهم الخاضعة وجيوشهم الخانعة!!...
جرف «طوفان الأقصى» معه أيضا مسامير الفُرقة والانقسام بين الشعب الفلسطيني، ومسرحيات السلام الخادعة ومفاوضاتها الخائنة لحقوق الفلسطينيين في تحرير الأرض والعودة والاستقلال والدولة.
قال المتصهينون: لن تصمد المقاومة الفلسطينية أسبوعا، ورددوا مع الكيان الصهيوني إرعاده وإزباده وتهديده ووعيده، وراحوا يبررون لجرائم حربه وإبادته الفلسطينيين في غزة، بقولهم: إنها «رد فعل»!
ظنوا أن غزة، بخذلانهم لها، ستُترك وحدها، يستفرد بها الكيان الصهيوني، فيسويها بالأرض ويمسحها ويشرد أهلها، وينهي المقاومة الفلسطينية ويبيدها، وقالوا: لن يفعل محور المقاومة أو يستطيع شيئا!
مضت الأيام، وصمد الفلسطينيون الأحرار بشجاعة وبسالة الأخيار وإيمان واحتساب الأبرار، وآزرهم إنسانيا أحرار شعوب العالم، وأسندهم عسكريا أخوتهم الأحرار في اليمن ولبنان والعراق وسورية وإيران.
سخِر المتصهينون من عمليات إسناد محور المقاومة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وأمام تصاعدها، عادوا لتفعيل نغمة «مسرحية»، فطالبتهم شعوب الأمة بمسرحيات مماثلة أو «اسكتش» حتى!!
حاولوا الإرجاف ما استطاعوا، طعنوا في صدق دافع محور المقاومة، حتى أنهم خوّنوا مَن يقاوم وكل داعم، بترهة «الارتباط بإيران»! وجاهروا بانبطاحهم للحلف الأنجلوصهيوني وللكيان الصهيوني نفسه!
فُجع المتصهينون بمواقف أحرار الأمتين العربية والإسلامية، وفوجئوا كيف انصهرت «المذاهب» وتلاشت عصبياتها المفتعلة، ليبقى منها ويشتهر مذهبان: إما أن تكون مقاوماً، وإما أن تكون صهيونياً!!
بُهت المروّجون لترهة «المسرحية»، فانبروا للتقليل من خسائر العدو الصهيوني، ومن نجاحات محور المقاومة. وحين تعذر عليهم هذا، عادوا لممارسة هواية التشفي والشماتة بتضحيات المقاومة وقادتها!!
تعرى المتصهينون أكثر بتصاعد إسناد ودعم محور القدس لغزة ولبنان، وتأكيده أن الاستشهاد في سبيل الله ونصرة الحق وإزهاق الباطل هو إحدى الحُسنيين، و»إنه لجهاد، نصر أو استشهاد». والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات