طحسة أمريكا!!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
سبحان الله! النيفي (Navy)، أسطول سلاح البحرية الأمريكية، صار -بقدرة الله تعالى وتوفيقه أنصاره اليمنيين وبأس اليمن وعزمه- نيفيا (Neva) (دهاناً مرطباً ومزلقاً يطحسس ويزحلق أمريكا إلى هاوية الزوال)!!
البحرية الأمريكية أكدت هذا مضطرة. قال بيانها إن حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هاري ترومان» الطويلة (332.8 متراً) العريضة (76.8 متراً) وبوزنها كله (100 ألف طن) كادت تنقلب بالبحر الأحمر!!
نعم، زعمت أن «ترومان» دارت بسرعة، «عصرت» بقوة، لتحاشي نيران يمنية قوية، صواريخ ومُسيَّرات عسرة. ومع هذه «العصرة» (اللفة أو الدورة) القوية، طحست طائرة «إف 18 هورنت»، وسقطت في البحر الأحمر!!
تخيلوا! ترامب يسأل قواته بغضب: لماذا ما تُرَكّوا لإطارات الطائرات بحجار؟! فتجيب: هذا ما يحدث بالفعل؛ لكن لفة «ترومان» كانت مفاجئة وقوية جداً، فانزلقت الطائرة وسقطت مع خطافها (الجرار) أيضاً!!
لا يقتنع ترامب بهذه الرواية، فيصرخ: ولماذا يجزع قائد حاملة الطائرات ويفزع؟! لماذا يهرع لهذه الاستدارة القوية والمفاجأة؟! ماذا كان سيحدث لو أصابها الصاروخ اليمني هذا؟! ما هو الا «خزان تنك محمل وقود»!
تجيبه القوات البحرية: من قال إنها «تنك بنزين»؟! إنها صواريخ حقيقية، باليستية ومجنحة، تحمل رؤوساً متفجرة، يمكنها أن تطحس حاملة الطائرات بكلها وتزرط 6000 ضابط وجندي وبحار وطيار على متنها!
وتهون عليه بتذكيره: إن كلفة «ترومان» بلغت 4.5 مليارات دولار. وإن ما نواجهه في المياه الإقليمية لليمن ليس هيّناً، نتعرض في كل ثانية وساعة إلى خطر قاتل، ويا روح ما بعدك روح! بعض البلاء ولا كله!!
يرد ترامب بغطرسته: كلا، هذه القصة ضعيفة، مجابرة، ليست مقنعة بالمَرة، ولا تجبر الكسرة المُرة! قال «عصرت» فجأة واستدارت بقوة و»طحست» فجأة، طيارة واحدة بلمحة بصر، وسقطت في قعر البحر الاحمر وفُقدت!
يضيف بتعقل نادر: لو كان هذا هو ما حدث بالفعل، لماذا لم «تطحس» كل الطائرات أو خمس حتى؟! لماذا انزلقت طائرة واحدة من 90 طائرة رابضة على متن حاملة الطائرات؟! ابحثوا عن قصة أخرى مقنعة!
ويتساءل بذكاء مقامر: كيف –إذن- «أصيب أحد بحارة حاملة الطائرات ترومان بجروح طفيفة»؟! هل كان يمسك بخطاف الطائرة وسحبته معها مثلاً؟! أم أنه أصيب بشظايا صاروخ أو طائرة مفخخة أصابت الطائرة؟!
يتمتم بحنق: كانت قصة حاملة الطائرات «دوايت آيزنهاور» في ديسمبر أكثر إقناعاً. قلتم سقطت طائرة «إف 18 هورنت» في البحر الأحمر بخطأ «نيران صديقة»، صاروخ اعتراضي من الحاملة لصاروخ يمني عسر!!
هذا الحوار وتساؤلاته ليست خيالاً، بل تجري منذ ليل «الاثنين الأسود» على ألسنة الأمريكيين قبل غيرهم. يعلمون أن طائرة «إف 18 هورنت» أخرى قد أُسقطت بهجوم يمني، وتُضاف إلى 22 طائرة «ريبر إم كيو 9».
يدرك كل ذي دراية بشؤون الحرب العسكرية ومراقب أن مجريات الحرب العدوانية الأمريكية على اليمن منذ بدء إسناده غزة في أكتوبر 2023 خاسرة وفاشلة، وأن أمريكا انزلقت إلى «مستنقع» اليمن و«طحست» هيبتها!
هذا هو الواضح، أن القوات المسلحة لليمن الحر لا تعبث، وأنهكت كبرى قطع البحرية الأمريكية الهجومية بمهام دفاعية واشتباكات يومية مع هجمات كثيفة بصواريخ باليستية ومجنحة شديدة وطائرات مُسيّرة قوية.
أما المؤكد أن 4 من 10 حاملات طائرات أمريكية قيد الخدمة قد أُهينت في اليمن: «ابراهام لينكولن»، ثم «دوايت آيزنهاور»، ثم «هاري ترومان»، ثم «كارل فينسن». كلها واجهت -وتواجه تباعاً- نيراناً يمنية شرسة، قهرتها وحيدتها.
ويبقى الثابت أن القوات البحرية الأمريكية بمدمراتها وفرقاطاتها وحاملات طائراتها ظلت تسرح وتمرح في بحار العالم وترهب دول العالم، ولم يجرؤ أحد -منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- على مهاجمتها إلا في اليمن فقط.

أترك تعليقاً

التعليقات