خيبة الحيلة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
مُنيت حيلة المعتوه «ترامب» وربيبه «النتن»، بخيبة كبيرة. جاء رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على «خطته»، ذكياً جداً، عطّل فخاخ «الخطة»، وجعلها تتجاوز فكي كماشة خياراها: الاستسلام واحتلال غزة، أو الإبادة والاحتلال أيضاً؛ لتوقع «ترامب» و»النتن» في شر أعمالهما وكيدهما!
رد الله -بتوفيقه «حماس»- كيد الكائدين في نحورهم، فأعلنت في بيانها موافقتها على معظم بنود الخطة، وبخاصة «إيقاف فوري للعدوان، فتح المعابر ودخول المساعدات فوراً، وتبادل الأسرى»، وأكدت موافقتها على «تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)».
لكنها ربطت تشكيل هذه الهيئة بـ»التوافق الوطني الفلسطيني»، مثلما أبطلت غاية إمبراطورية الشر الأمريكية والكيان الصهيوني إقصاءها عن غزة وإدارتها ونزع سلاحها، بتأكيدها أن ما يتعلق بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني «مرتبط بموقف وطني جامع ستكون جزءاً منه».
جسدت «حماس» مقدرة فذة في التفاوض السياسي، بتأكيد ردها على أن مستقبل قطاع غزة «مرتبط بموقف وطني جامع والاستناد إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وأن يتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية».
وبعدما كان هدف «خطة» ترامب جعل رفضها من حركة حماس ذريعة أمام دول وشعوب العالم المتعاطفة مع غزة، لتصعيد حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتشريد القسري لسكان غزة؛ جعلت «حماس» من الخطة -بردّها المسؤول والإيجابي والعقلاني- حُجّة على «ترامب» و»النتن».
لم يجد المعتوه ترامب بُداً من الترحيب برد «حماس» واعتباره «تقدماً هاماً» و»إنجازاً عظيماً»، وتوجيه ربيبه «النتن» بإيقاف العدوان فوراً وبدء مناقشة تفاصيل تبادل الأسرى؛ مثلما لم يجد «النتن» بداً من توجيه قواته بما سماه «إيقاف حرب احتلال غزة والاكتفاء بالدفاع».
بدد رد «حماس» توهّم تحالف الشر العالمي «الانجلو-صهيوني» أن العرب يزدادون تبلداً وغباء، وأنه يستطيع أن يكرر مع مقاومة وشعوب المنطقة الحيل نفسها، بما فيها «خطة ترامب»، وأنها ستنطلي عليهم، أو سيرضخون لها قسراً، ووفق نهج «الترهيب بالقتل للقبول بالحمى»!
ارتكزت «الخطة الترامبية» على تكرار الحيلة نفسها التي استخدموها قبل 42 عاماً: «إنهاء المقاومة وسلاحها، ونشر قوات دولية». سبق أن فعلوا هذا مع ياسر عرفات، واشترطوا لإنهاء اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني بيروت 1982، مغادرة عرفات ومقاتلي منظمة التحرير لبنان.
ماذا حدث؟ رضخ عرفات لضغوط عربية أكبر من الضغوط الأمريكية، فارتكبت قوات الاحتلال مجازر «صبرا وشاتيلا»، وتسنى له إبعاد خطر المقاومة المسلحة عن الأراضي المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان، حتى حين، مقابل التفرغ لتوسيع رقعة الاحتلال والاستيطان!
لكن «المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين»، كما جاء في الأثر النبوي، وهو ما أدركته حركة «حماس»، وتوخت إسقاطه بدبلوماسية ذكية في ردها على الخطة، الحيلة الصهيونية - الأمريكية الجديدة، مؤكدة ضمنياً أنها ستضع سلاحها حال إيقاف العدوان وإنهاء الحصار وإطلاق الأسرى.
يبقى الأهم الآن أن تلتزم إمبراطورية الشر الأمريكية بخطتها المقترحة، وتُلزم ربيبها الكيان الصهيوني ببنودها، وتستعد للاعتراف بدولة فلسطين على حدود يونيو 1967؛ فإن فعلا، كانت خطوة هامة على طريق إعداد العدة لتحرير الأرض المغتصبة ومعركة «الفتح الموعود»، بإذن الله.

أترك تعليقاً

التعليقات