جرم مركب!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
لا تستطيع أن تفهم أو تقبل ما يسمى “المفاوضات”، وبخاصة في ثلاث مسائل رئيسة، مجرد التفاوض فيها يدين الأطراف الممتنعة بالتنصل من مسؤولياتها والتجرد من مصداقية زعمها تمثيل الشعب وحماية مصالحه والغيرة عليه!
نعم، لا تجد ما قد يسوغ التفاوض على فتح موانئ ومطارات، ولا للتفاوض على إطلاق سراح أسرى ومحتجزي حرب، ولا التفاوض على صرف رواتب موظفي الدولة. هذه المسائل إيقافها جريمة والتفاوض فيها والمساومة بها جريمة!
اتخاذ مقومات الحياة أسلحة حرب، العقاب الجماعي للمواطنين بلا ذنب، إفقار المواطنين وتعميم الكرب، تعريض حقوق المواطنين الإنسانية للسلب، تقييد حرية المواطنين في التنقل والسفر وحقهم في الطب، جرائم تغضب الرب!
أي بلاء أشد من هذه “النُّخب”، وجوهها كالحة بلا ماء حياء، سلطتها قائمة على القسر والغصب، مأفونة سافرة النصب، معجونة بصفاقة الكذب، مهمومة بالنهب والسلب، مدموغة بالزيف والادعاء والعطب، مسعرة للقتل والحرب!
يقولون ويبررون استمرار هذا الغلب، وإفقار المواطنين وتجويع الشعب، بحرصهم الملتهب على ضمان استلام الموظف المرتب، وأن “لا تتعرض الرواتب للنهب”، كأنهم صرفوا رواتب الموظفين النازحين لمناطق سلطتهم بلا عذاب ولغب!
مع أن الأمر لا يحتمل كل هذا الكذب، وممكن جدا ضمان استلام كل موظف المرتب، بإيداع المرتبات آلياً في حسابات بنكية كما كان قبل الحرب. لكن لا، يردون بقولهم: “وكيف نضمن التزام الموظف بالدوام واستحقاقه المرتب؟!”.
حالها في هذا، كإدارات بعض الجهات الحكومية، وهي تصر على إلزام الموظفين بالتزام الدوام و”التوقيع بحافظة الدوام” و”البصمة” الالكترونية، رغم أنها أغلقت أو أوقفت عمل هذه المنشأة أو تلك، ولا عمل فعلي أو مرتب يجزي!
لا مبرر لكل هذا التعسف والتصلب. هذا إجرام وظلم مركب؛ أن تسعر نيران الحرب، وتعدم سبل الحياة وتعمم الجدب، وتلزم الموظفين بالدوام كما لو كانت جميع حقوقه القانونية في العلاوات والأمان والضمان... الخ مُلباة دون طلب!

أترك تعليقاً

التعليقات