خاسرون
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تواصل كرة اللهب الدحرجة، وتواصل قوى الشر الهرولة، نحو الانهيار والقضقضة، تمضي بغرور صوب السقوط في الهاوية. جرفها موج الطوفان، وهي تغرق كل يوم في لج الطغيان، تستنزف نزعتها الإجرامية في العدوان، وتخسر بميزان الحق أمام شهود العيان.
دعكم من الهنجمة. صحيح يقال «الهنجمة نصف المعركة». لكن حتى هذه فشلت وتفشل في إحداث تغيير بمقدار أنملة. قوى الشر والطغيان العالمي، في تحالف الإرهاب والعدوان «الأنجلو-صهيوني»، باتت تمسي وتفيق فزعة وجلة، على تصاعد هدير القعقعة.
بالمقابل، محور المقاومة، يزداد صلابة رغم نيران المحرقة، وثباتا في ساحة المعركة، وقوة في موازين المعادلة، وصدقا في المقاومة والمواجهة، بتضحيات متوالية بطلة، تنكل بترسانات القتلة، وتبطل ترهات دعايات الخذلة، وتكشف عورات السفلة، وتفضح الخونة.
يظل الثابث في ما يجري، أنه يصفي الحسابات المؤجلة، ويكسر الحواجز المفتعلة، ويطلق المقدرات المقيدة، ويفجر الطاقات المُقعدة، ويفشل الصفقات المبرمة، ويحبط المؤامرات المدبرة، ويستنزف الأسلحة المخزنة، والاموال المكدسة، وينهك الاقتصادات المنهكة.
أضحى الكيان في حالة مزرية، وكل صهيوني اليوم، يمشي وهو يتلفت حوله، يترقب طعنة بـ»شبرية»، أو طلقة بندقية، أو صدمة بمركبة، أو دهسة بشاحنة، أو رشقة بصواريخ، أو زخة بقذائف مشتعلة، بدماء الأبرياء من أطفال ونساء فلسطين العربية الحرة الأبية.
العمليات الفدائية تتوالى، وهي فاجعة لكيان الاحتلال وقاصمة بإذن الله. إنها مفاجأة لسلطات الاحتلال التي ظنت أنها يهودت الفلسطينيين في القدس المحتلة، ومسخت انتماءهم ومحت ولاءهم لقضيتهم العادلة، لكنهم على العهد باقون، وعلى درب الشهداء سائرون.
بين الدهس والهرس والقصف والنسف، يواصل الأحرار في غزة، والأبرار في لبنان، والاخيار في اليمن وفي العراق وفي سوريا، وفي كل مكان، الانتصار للحق، ومواجهة الباطل بقوة الحق وحق القوة، لا يعدمون الوسيلة لتحقيق الغاية المشروعة، التحرير والاستقلال.
التضحيات النفيسة تتواصل، والقربات لله تعالى تتوالى، ولن تضيع هدرا، أو تذهب هباء. لا يضيع حق وراءه مطالب، فكيف الحال وهذا الحق أضحى أبلج، مضرجا بالدماء، مكللا بالأرواح، لن يضيع بإذن الله وسيعود لأصحابه بمشيئة الله تعالى، عاجلا لا آجلا.
لن يخذل الله تعالى، عباده المؤمنين، وسينصر المستضعفين في الأرض، بدحر الباطل وقهر البغاة، والخسف بهم، لتستقيم الحياة، على العدل كما أمر سبحانه وتعالى. ومن كان مع الله صادقا مخلصا لوجهه تعالى، كان الله عز وجل معه، وسينصره والله غالب على أمره.
في جميع الأحوال، الباطل زائل وأهله، مهما كانت له من صولات وجولات. وأحسب بإذن الله، أن الباطل الآن في جولته الأخيرة، يلفظ أنفاسه التخيرة، وإن بدا غير ذلك فهو يكابر، ويصر أن يغامر كخاسر يقامر. ربما توحش في إجرامه، لكنها رفسات المسعور، المحتضر.

أترك تعليقاً

التعليقات