شهود علينا
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تساؤل وجيه، يطرحه كل نبيه: الشهيد على ماذا يشهد؟ والجواب قطعا هو شاهد وشهيد ليس فقط على أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. ولا فقط على صدق أن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، بل شاهد وشهيد على زمانه وأهل زمانه.
الشهيد، مَنْ قُتِلَ دُونَ دينه ونفسه وعرضه وماله، يشهد على متوالية الصراع الأزلي مبتداه والأبدي منتهاه بين الخير والشر، الحق والباطل، العدل والظلم، الرشاد والفساد، الاستقامة والغواية، الفضيلة والرذيلة، الحلال والحرام، وصولا إلى استحقاق الجنة أو النار.
يشهد خروج الشهيد في سبيل الله تعالى، مجاهدا بكل زمان ومكان، أن الله سبحانه هو الحق المشرق والعدل المطلق، وأن دينه هداية وشريعته استقامة، وما انحرف عنهما ضلال وما خالفهما فساد، لقوله تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».
ذلك منطلق الشهيد في سبيل الله ومعه، يشهد على الامتثال لأمر الله تعالى: «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين...» (النساء: 75)، وقوله تعالى في الحث على نصرة من اسنتصرونا في الدين: «إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» (الانفال: 73).
يظل الشهيد في سبيل الله تعالى شاهدا على صواب موقفه وقرار جهاده، على صحة إدراكه نُذر المقدمات، وصدق انطلاقه لمنع شرور المجريات، وأن تضحياته ستقود لمنع سوء المآلات، وستكلل بطيب المخرجات: انتصارا للحق، وإقامة للعدل، وإشاعة للخير.
يشهد الشهيد في زماننا هذا -كما نرى اليوم- على حق بين ظاهر لا شبه فيه، خرج منافحا ومدافعا عنه، في وجه باطل أبين لا لبس فيه، هو باطل تحالف الشر العالمي «الأنجلو-صهيوني»، والذي ما انفكت الوقائع المتوالية، تؤكد بغيه وطغيانه وعدوانه وإجرامه.
كما أن الشهيد في مواجهة باطل تحالف الشر والإثم والعدوان، يشهد على أن خروجه مجاهدا في سبيل الله تعالى والحق، كان قرارا أصوب، وسعيا أوجب، وأن القعود عنه أخيب، والتخلف أنكب، للحال أعطب، وللويلات أجلب، والفساد أحوب، والذل والمهانة أطلب!
يشهد على جدوى خروج الشهيد بمعركة مقاومة تحالف البغاة والطغاة، ما يؤكده واقع هذا الطغيان، وتجسده وقائع العدوان، من أن الباطل والشر كانا يحيقان باليمنيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين أجمعين، ومايزالان يحيكان بهم دون استثناء، حتى يرتدوا عن دينهم.
يشهد شهداء هذه المعركة المقدسة، أن خروجهم كان لا بد منه، وكيف حاق بنا جميعنا باطل البغاة، وعدوان الطغاة، تجرعنا ويلات الترهيب والقتل بلا رحمة، والجرح بلا شفقة، والتشريد والتجويع، ومانزال نشهد مظاهر العدوان في اليمن وفلسطين ولبنان، قصفا وحصارا وتجويعا.
يشهد الشهيد في معركة العزة التي أرادها الله للمؤمنين، على نذالة المتخاذلين والقاعدين، ودناءة المتنصلين والمتفرجين، وخيانة المتواطئين والمعاونين، ووضاعة المشاركين والضالعين، وحقارة الداعمين والمؤيدين، وسفاهة الشامتين والمتشفين، ووقاحة المرجفين والمثبطين للجهاد.
يشهد الشهيد في معركة الكرامة الدائرة، على المضللين والمخادعين والمزيفين للواقع والمحورين للوقائع، والمنافقين والمرجفين والمثبطين، والمشنعين والمبشعين والمبدعين، لمقاومة الباطل ودفع الظلم وردع العدوان، وكم أنهم أفاكون وفاسقون، وظالمون ومأفونون، وأعداء سافرون.
لهذا، وغيره مما لا يسع المجال ذكره؛ فإن الشهيد بمعركة المقاومة لبغاة هذا الزمان، يشهد على صدق تحذير الله من الذين كفروا به وغيروا دينه الحق، من عدائهم للمؤمنين وسعيهم جاهدين لإفسادنا وردنا كفارا، وأن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم المنحرفة، ونتخذهم أولياء من دون الله، ونكون تابعين خاضعين لهم.

أترك تعليقاً

التعليقات