نبي الشيطان!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
بات واضحا للجميع بجلاء، أن البعير الأمريكي، أكان الحمار “الجمهوري” أو الفيل “الديمقراطي”، ليس أليفا ولا أليقا، ومــا كان يوما “أنموذجا رقيا” وإلهاما و”واجهة تحضر” وأحلاما، ولا “حمامـــــة سلام”، او “شرطــي العالم” الهمام، أو حتى “راعي تعايش” ووئام.
الأيام وتعاقب الأعوام، بما حفلت من نوائب، وأُثقلت بمصائب؛ بينت لكل إنسان سوي، حر أبي، أن الحاكم الأمريكي، طاغوت العصر ونبي الشيطان، أنموذج حي لرمــــــزه الرسمي، النسر الأقرع الجارح، طبعه التربص والتقنــــص، ونهجــــــه الانقضاض الجبـــان!
أكدت الأحداث العظام والجرائم الجسام، أن الطاغوت الأمريكي، كما هو رمزه، أنموذج لانتهازية ذوي الطبع النغف، يعتاش على الجيف، ولا يكتفي بالنتف، كبير البنية لكنه حقير السجية، طويل القامة إنما قصير الهامة، عسير الهجمة لكنه يسير الصرعة!
تلك بالضبط طبائع رمز إمبراطورية أميركا، نسرها العملاق، يبني قوته على هالة حجمه، وانهداد قوة خصمه، تهوى المذابح، وتعمم النوائح، كثيرة الفضائح ولا تستحق المدائح، أينما حلقت أو مرقت كانت الجوائح، هيمنة وإرهابا، قرصنة وإجراما!
النسر الأمريكي (Bald eagle)، ليس أكبر النسور حجما (أكبر منه الأوروبي الرمادي)، ولا أسرعها تحليقا. لكنه يمتاز بحدة بصره ودقة سمعه وشدة تربصه، لهذا لا غرابة أن يكون شعار  الاستخبارات الأمريكية وختم الرئيس الأمريكي!
علميا، النسر الأمريكي “العُقاب البحري”، يُصنف من الطيور التطفلية الانتهازية. يُعرف بسلوك الهيمنة المارقة، والقرصنة الجبانة، فهو يخاف ويهاب الطيور الشجاعة الأصغر كالباشق والباز، ويعتاش على الجيف، ولا يصطاد إلا ما كان أضعف منه!
لم يكن عبثيا، اختيار هذا الفصيل من النسور، شعارا رسميا لإمبراطورية أميركا، أو لأنه أشهر طيور بيئة أمريكا الشمالية، فقد كان نادرا فيها ومهددا بالانقراض حتى 2007م. ولا بوصفه رمزا للحرية، فالأخيرة سمة مشتركة للطيور، لكنه المفهوم الأمريكي للحرية!
كان اتخاذ هذا النوع من النسور تحديدا، شعارا للإمبراطورية الأميركية، لدلالة سياسية صريحة تلخص عقيدة الإمبراطورية الوليدة، وأنها غزو العالم وإخضاعه، وفق “شريعة الغاب” وقانون البقاء للأقوى، وحرية الإخضاع والخضوع!
لهذا، ربما، عارض أحد مؤسسي إمبراطورية أميركا، بنجامين فرانكلين، اتخاذ هذا النسر رمزا للولايات المتحدة، في رسالة كتبها إلى ابنته عام 1784 من باريس ينتقد فيها جمعية “سينسيناتي”، أعرب عن استيائه الشخصي من سلوك العُقاب.
يرد في رسالة فرانكلين، قوله: “من جهتي، أتمنى لو لم تُختر العُقاب الرخماء ممثلاً لبلدنا. إنها طائر ذو أخلاق سيئة. لا تحصل على لقمة العيش بصدق... إلى جانب كونها جبانة: يستطيع الطائر الملك الصغير أن يهاجمها بجرأة ويطردها من المنطقة”!
والحق أنه إقرار مهم جدا، يثبته كتاب “النسر الأصلع، تاريخ الحياة، كل شيء عن الطيور” الصادر عن مختبر كورنيل لعلم الطيور، وتؤكده سياسات إمبراطورية أميركا، نهجها الإمبريالي التوسعي العدواني، ومنهجها الرأسمالي الاستغلالي الانتهازي، وجوهرها الليبرالي الاحتيالي، العنصري العدائي.

أترك تعليقاً

التعليقات