صبرهم ينفد!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
بدأ عام جديد من عمر البشرية على هذه البسيطة. وبدأت معه سنة أجد من سني كرب اليمنيين جراء الحصار والحرب العدوانية المتواصلة للسنة الثامنة على التوالي. هناك متغيرات عدة سياسية واقتصادية وعسكرية، دوليا وإقليميا ومحليا أيضا، تضع جميع الأطراف على محك شفاف جدا، لا يحتمل اللبس أو التدليس، ولا يجدي معه المزيد من التغرير والتبرير ولا الادعاء والإغواء، أو المراوغة والمقامرة!
لا يجدي الاستمرار في المكابرة ولا الاجترار لعواقب المقامرة والحسابات الخاطئة نفسها. تداعيات الحرب، الكارثية على اليمن والمنطقة، قائمة واضحة وآثارها ماثلة شاخصة. كذلك تبعات أي نوع من المغامرات والحماقات الإضافية، هي الأخرى معروفة مسبقا ومفتوحة حجما ونطاقا ومآلا!...
لن يجدي مطلقا الاستهتار أكثر بحاضر ومستقبل شعوب المنطقة وأمن واستقرار دولها والإقليم والعالم. هناك أخطار حقيقية بائنة، لا تستثني دولة أو إمارة، في حال استمر حكامها في الانتحار خدمة لأجندات دول الهيمنة والوصاية الإنجلو-صهيونية، وأهدافها الشريرة وأطماعها الشرهة!
لا يجدي نفعا الاستمرار في محاولات التعمية المبتذلة عبر تسويق المبررات الواهية والذرائع الزائفة لتسويغ تواجد القوات البحرية الأمريكية والبريطانية وسفن وغواصات كيان العدو الصهيوني في المياه الإقليمية اليمنية، والسيطرة على جزر اليمن الاستراتيجية في البحرين الأحمر والعربي.
ما عادت تقنع أحدا الدثارات المهلهلة والمرتقة لهذه الحرب العدوانية، والتهويمات المتكررة والإيهامات المبتذلة كتعميم أنباء “ضبط سفن تحمل أسلحة مهربة من إيران” وعرض صور المئات من بنادق الكلاشنكوف التي تملأ اليمن أصلا وبفائض هائل عن تعداد السكان، علاوة على أنها باتت تصنع محليا أيضا!
لا مسوغ مطلقا، لاستمرار هذا العقاب الجماعي السافر لنحو ثلاثين مليون يمني! ما من شريعة أو شرعة تجيز امتهان كرامة الشعوب وقتل أفرادها وجرحهم وتشريدهم وتجويعهم. هذا إجرام فاجر، غير مشروع على الإطلاق، وفاعله ليس شرعيا، ولا يمكن أن يكون شرعيا بأي حال من الأحوال!
لا مبرر مطلقا لاستمرار تدهور الأوضاع المعيشية الخدمية والاقتصادية والأمنية، خاصة بالمحافظات والمناطق التي يقولون عنها “70% من مساحة اليمن محررة”. فهي تستحوذ على 70% من موارد البلاد ويقطنها 40% من السكان، ولا حصار سياسي أو ملاحي أو اقتصادي، يبرر إفقارهم وتضنيك عيشهم.
لا يجدي نفعا استمراء إفقار اليمنيين والدفع بهم إلى المجاعة، عبر إيقاف صرف رواتب موظفي الدولة، وإعدام فرص العمل وحصر المتاح منها في القتال، وتدمير قيمة العملة الوطنية، ورفع رسوم الجمارك والضرائب وإضافتها على أسعار السلع والخدمات،.. إلخ، أدوات محاولة ترويض وإخضاع اليمنيين.
لا يجدي أبدا استمرار الرهان على حصار العاصمة صنعاء ومحافظات السيادة الوطنية، في إحداث انهيار أو انكسار لإرادة شعب لا شُعبة، وجموع لا جماعة. اليمنيون صبروا سبع سنين ونيف على عدوانكم الغاشم وحصاركم الظالم، ولم يقاتلكم حتى الآن إلا طلائع من أبنائهم في الجيش، وحسب.
صبر اليمنيين على هذا العدوان والحصار وهذا الغزو والاحتلال لأراضيه وسواحله وجزره والعبث بمقدراته والنهب لثرواته والسعي لتمزيق نسيجهم وفصم عروة دمهم ومصيرهم الواحد وتقسيم دولتهم. هذا الصبر لن يستمر طويلا، ويكاد ينفد، وحال انفجار حممه لن يكون بوسعكم إخماد بركانه.

أترك تعليقاً

التعليقات