شنكعة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يُقال في العامية المحلية تَشَنْكَع ويتَشَنْكَع تشَنْكُعا فهو مُتشَنْكِع، وكلها تعني تَعَلُق تعلقا خطرا، أو بين التعلق والسقوط، إذ يأتي بين ألفاظ العامية “نكع” بمعنى سقط، و”شانكع” بمعنى سأسقط. كما يأتي بين معاني “تشنكع” تسلق تسلقا محفوفا بالخطر. خطر السقوط طبعا.
ويبرز بين ذكريات غوى وزيغ أيام الصبا، وممارسات الأطفال المستمرة في مجتمعنا حتى اليوم، عادة “الشنكعة”. القفز للتعلق بسيارات النقل، البيك آب (الهايلوكس) والميني آب (الدباب أبو صندوق)، للتعبر واختصار مسافة وعناء ووقت السير إلى المدرسة أو السوق كانت هذه العادة -وماتزال- عادة خطيرة جدا، وسواء كان سائق سيارة النقل يقبل أو يرفض أن يتعلق أحدهم على صدام سيارته الخلفي؛ يظل التعلق خطيرا ومآله داميا، حال دوس السائق المكابح فجأة، أو تعمده السير بسرعة واضطرار المتعلق للقفز الدامي!
شاهد استحضار هذا، هو المتشنكعون بتحالف الحرب العدوانية على اليمن. تشبه حالهم أولئك المتعلقين على الصدام الخلفي لسيارة نقل مسرعة. والأدهى أنهم متعلقون بسيارة مهربة، دخلت البلاد بطريقة غير مشروعة، ما يضاعف خطر “الشكنعة” أضعافا مضاعفة!
يواجه المتشنكعون بتحالف السعودية والإمارات، خطرا مضاعفا، لأنهم متشنكعون (متعلقون) بسيارة لا تحمل لوحة مرورية تسهل حركتها وعبورها الآمن. وفوق هذا تسلك طرقا ملتوية، غير معبدة، بطناج (وعرة)، كلها مطبات ومصدات، ولا تلتزم بأي من قواعد المرور والسلامة!
ليس هذا فحسب، فسائق سيارة النقل التهريب هذه (التحالف) يعلم أن المتشنكعين به متعلقون على مؤخرة سيارته، ويقبل هذا. كما أنه يعرفهم جيدا، لكنه يرفض “تعبيرهم” بطريقة لائقة داخل السيارة، ولا يتحمل أي مسؤولية تجاههم إن سقطوا وانسلخت جلودهم جراء السحل!
فعليا، تحالف العدوان الذي تقود السعودية والإمارات، مركبته الأمريكية البريطانية؛ يستخدم المتشنكعين على الصدام الخلفي لمركبته، كشقاة، عمال نقل لكل نفيس وثمين في اليمن. أدوات لجني الأطماع غير الخافية في اليمن: موقعا وأراضي، سواحل وجزرا، وثروات أيضا.
الأنكأ من هذا، هو أن سائق سيارة التهريب (التحالف) بلا قلب ولا يرحم المتشنكعين. وإذا أساء أحدهم الأدب معه ولو بارتفاع نبرة صوته، أو اعترض على وجهة سير السيارة، داس فجأة على مكابح السيارة ليصرعهم ببعضهم، وأنزل مسيء الأدب، بلا أسف ومضى!
ولأن سيارة تحالف العدوان غير مرخصة، وليس لديها إذن مرور من مالكي الأرض التي تخترقها، فإنها تستخدم المتشنكعين على صدامها الخلفي للتمويه وتسويغ مرورها، لكنها مع ذلك تظل منبوذة وتتربص بها الكمائن من كل حدب وصوب. لا أمان لها في مغامرتها الخطرة!
تظل مركبة تحالف العدوان على اليمن، وبالمثل المتشنكعون على صدامها الخلفي، في خطر دائم. مآلهم المحتوم هو السقوط، كما هو مآل المركبة أيضا، تعرضها للإعطاب وانفجار إطاراتها بين حين وآخر، والتهالك السريع، وصولا إلى السقوط والتهشم المريع، حتما.

أترك تعليقاً

التعليقات