إحياء مسخ!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تتسارع الأحداث في جنوب البلاد، باتجاه إحياء «المسخ البريطاني» وبعثه من قبره، ومعه كل التزاماته لأمه الشمطاء، وفق معاهدة الحماية والوصاية المسماة «الاستشارة». يظهر هذا من العودة اللافتة إلى الواجهة، لأحفاد حكام السلطنات والمشيخات والإمارات، التي فرخها الاحتلال البريطاني في جنوب البلاد.
بدأ ظهور لافت لأحفاد حكام 23 سلطنة ومشيخة وإمارة أنشأها الاحتلال البريطاني في جنوب البلاد، أو ما سماها «المحميات الشرقية والغربية»، بموجب معاهدات تبادل الاعتراف بالشرعية، بين طامحي الحكم والرياسة والمحتل الأجنبي الغازي والمغتصب لعدن ومينائها المحوري على خطوط ملاحة الإمبراطورية.
هذا الظهور اللافت، لا يقتصر على الاجتماعات مع مشايخ ووجهاء وأعيان نطاق كل «سلطنة ومشيخة وإمارة» لتنصيب أحفاد حكامها سلاطين، عبر مسميات «رئيس المجلس العام لأبناء محافظة....». الحقيقة أنها إعادة شاملة وممنهجة من بريطانيا عبر أدواتها في المنطقة: السعودية والإمارات، واجهة تحالف العدوان.
برزت هذه الإعادة الممنهجة لأزلام بريطانيا إلى واجهة المشهد السياسي عبر فرض تعيين أحفاد حكام السلطنات والمشيخات والإمارات البريطانية في جنوب اليمن، على رأس سلطات المحافظات التي كانت تشكل حدود كياناتهم السياسية الشكلية مقابل مشاهرات (رواتب) لولد الولد، و12 طلقة لدى استقبالهم في عدن.
حدث هذا بداية، مع فرض تعيين حفيد حاكم «سلطنة العوالق العليا»، عوض محمد بن الوزير العولقي، محافظا لمحافظة شبوة. ويجري تنفيذ سيناريو التحريض نفسه الذي أقال محمد بن عديو، ضد باقي محافظي «هادي» في المحافظات الجنوبية، تمهيدا لإسقاطهم وتعيين أحفاد حكام السلطنات والمشيخات والإمارات البائدة بجلاء منشئها وحاميها: المحتل البريطاني.
حملة التحريض والتشهير والضغط باتجاه إقالة محافظي «هادي»، تنصب حالياً بكثافة على محافظ المهرة، بالتزامن مع التسويق الإعلامي لحفيد سلطان المهرة، عبدالله عيسى آل عفرار، وبالمثل مع حفيد حاكم سلطنة «يافع العليا» إسكندر بن حمود بن محمد آل هرهرة، وباقي أحفاد رعايا الاحتلال البريطاني لجنوب البلاد.
قد يتساءل أحدهم: وماذا عن «المجلس الانتقالي الجنوبي»؟ أما الجواب، الراعي واحد له ولإعادة أحفاد حكام سلطنات ومشيخات وإمارات جنوب اليمن، إلى واجهة المشهد ورأس السلطات، وقد رتبت بريطانيا لهذه العودة، في إطار «اتحاد فيدرالي جنوبي» يرأسه «الانتقالي» وقواته التي جرى تأسيسها وتسليحها وتمويل رواتب منتسبيها، لتغدو جيش دولة الانفصال.
أكد هذا لقاء رئيس «الانتقالي» مع حفيد سلطان «يافع العليا» إسكندر هرهرة، في العاصمة السعودية الرياض، وتأكيد هرهرة تأييده «المجلس الانتقالي» ودعم «جهوده الدؤوبة في الانتصار لإرادة شعبنا ونضالاته المستمرة صوب استعادة وبناء دولته الفيدرالية الحرة المستقلة كاملة السيادة»، حسبما جاء في خبر اللقاء على موقع «الانتقالي».
كذلك حفيد سلطان «المهرة وسقطرى» عبدالله عيسى آل عفرار، قال في تغريدات على حسابه بموقع «توتير»، «إن ما يسمى إقليم حضرموت والدولة الاتحادية فُرضت علينا من خلال حوار صنعاء». و»بناءً على ما تضمنته الرؤية السياسية، ومعطيات المرحلة، فإن مطالبتنا بإقليم المهرة وسقطرى يجب أن يكون في إطار الدولة الجنوبية الاتحادية المقبلة».
واضحة صورة السيناريو المرسوم لجنوب اليمن، من بريطانيا وأمريكا، والجاري تنفيذه بواجهة السعودية والإمارات، عبر الحرب العدوانية على اليمن والتمزيقية لكيانه الموحد وهويته الوطنية وسيادته. ماذا عن شمال اليمن؟ لا يختلف السيناريو المرسوم من تحالف العدوان لشمال اليمن عن جنوبه، فكل طروحات دول التحالف تطرح فدرلة الشمال.
الفارق في تصور دول تحالف العدوان بين سيناريو فدرلة جنوب اليمن عن فدرلة شماله، أن الأخير وضعت له معايير طائفية ومذهبية، تسعى دول العدوان إلى تقسيمه على أساسها، في إطار «اتحاد فيدرالي ليمن شمالي»، وعلى قاعدة المصطلحين الغربيين نفسهما لتقسيم الأمة الإسلامية: «الشيعة والسنة». لكنهم يحلمون بذلك، فاليمن ليس ذبيحة عيد.

أترك تعليقاً

التعليقات