لا يحق لكم!!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

ينبغي لكي نهنأ أبدا، أن يكون معلوما، دوما، أنه لا يحق لأي إنسان، يمنيا كان أو لم يكن، أن يطالب أو يفاوض أو يساوم أو يزايد على وحدة اليمن، فهي ليست ملكا شخصيا لأحد، لأنها سبقت وجود الجميع وستبقى بعد فنائهم، إلى يوم الدين.
الأرض -يا سادة- سبقت وجود البشر، خلقا. واليمن سبق وجود اليمنيين كافة، ومنه استمدوا تسميتهم وصفتهم وهويتهم، وصاروا يدعون يمنيين لتمييزهم عن كل من عداهم من خلق الله، وليس لأي منهم التصرف بوحدة هذه الأرض مطلقا.
في حال اختلف اليمنيون فيما بينهم، وذلك أمر وارد في كل زمان، حيال نظام إدارة الأرض اليمنية أو آلية الانتفاع الجمعي اليمني العادل، أو أخفقت إدارتها، فالخلل ليس بأي حال من الأحوال في وحدة الأرض اليمنية، بل في إدارة هذه الأرض.
الحل حينها بسيط جدا: تغيير شخوص الإدارة أو نظام هذه الإدارة، لا في تغيير ملكية الأرض أو نقلها أو تقاسمها لأن هذه الأرض بمثابة الوقفية العامة لكل اليمنيين، يحق لهم جميعهم، من مضى ومن هو باق ومن سيأتي من ذريتهم، الانتفاع بها ومنها.
كذلك، يحق لجميع اليمنيين، الآن وغدا، اختيار إدارة هذا الانتفاع الجمعي بعدل لا يلحق ضيما أو ضررا بأحد، اختيارا مباشرا حرا عبر صناديق الاقتراع لا عبر ساحات «براءة الاختراع» إياها، عبر دورات الانتخاب المباشر لا عبر متواليات الانقلاب.
إنما لا يحق لأي أحد، أياً كانت صفته وثقله من هؤلاء اليمنيين المنتفعين بهذه الوقفية جميعهم، لا يحق له مطلقا التصرف بها، لا بيعا ولا تقسيما ولا حتى إيجارا، مثلما لا يحق لهم الإضرار بها، لا نهبا ولا تدميرا ولا تفريطا، كما يجري اليوم بكل سفالة.
ليكن الاختلاف في كل حال، صريحا وواضحا ومحددا ومباشرا، فقط حول إدارة ونظام صون هذه الوقفية العامة (الأرض اليمنية) وتنميتها وحمايتها والانتفاع اليمني الجمعي بها، بما يعز الجميع ويؤمن الكرامة لهم والسيادة على أرضهم، لا بما يهين الجميع.
لا بأس أن يختلف اليمنيون حول أنسب النظم وأفضلها وأمثلها، إنما لا يجوز أن يكون الخلاف مع الوحدة في ذاتها، ولا بشأن أصالتها ومرجعياتها أو محققيها ومن يحق له فضها أو إنهاؤها، ومن لا يحق له فرض إبقائها وإدامتها، فلا أحد يملك هذا الحق، لا أحد إطلاقا.
في هذا، لا يجوز بأي حال أن يكون الحل للإشكالات تقسيم اليمن إلى دويلات أو كيانات، صغيرة ومتناحرة، وتبعا خاضعة وتابعة، لقوى الهيمنة الإقليمية والدولية. يمكن أن تكون أقاليم إدارية، لها صلاحيات مالية وإدارية، إنما تحتكم جميعها إلى دستور واحد.
لا خير في الانقسام مطلقا، وكل الخير والعزة والقوة كان دوما في الالتحام، في الاتحاد، في رفض تدخل اللئام أنفسهم عبر التاريخ، في السيادة الكاملة لليمن، قرارا وإدارة، وجهة ومسارا. والحاصل اليوم أكبر شاهد لكل ذي بصر وبصيرة، فأفيقوا يرحمكم الله قبل الفوات.

أترك تعليقاً

التعليقات