مأزقهم أكبر
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يراوغ ثلاثي الاستكبار والشر العالمي: أمريكا، بريطانيا، الكيان الصهيوني، في بحثه عن مخرج من مأزق غزة، يضمن تحقيق نصر ما، ولا يجد انتصارا أو مكسبا يذكر. كل ما أنجزه بكل طغيانه خسارة بكل المقاييس السياسية والعسكرية والقانونية والأخلاقية والقيمية!
تواجه إمبراطورية أمريكا، مأزقا حقيقيا، على مختلف المستويات. خطتها المحكمة على مدى عقود لتصفية القضية الفلسطينية تنفيذها تعثر، حد التعذر. واجهتها «الحضارية» تتكسر، قوتها «الخارقة» تتبعثر، هيمنتها العالمية تتقهقر، نفوذها التسلطي يتبخر، ومهابتها «الهوليوودية» تنحسر...
بدأ هذا العدوان وهو السادس تواليا، على قطاع غزة، وحين فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة؛ راح يتمدد إلى معبر رفح، ثم إلى الضفة الغربية، والقدس. لم تعد «حماس» شماعة العدوان، بل أضحى الشعب الفلسطيني بأكمله هو المستهدف علنا، بالعدوان الصهيوني والإبادة الجماعية.
لم تنجح وحشية عدوان تحالف الشر «الأنجلو-صهيوني» في ترهيب الفلسطينيين، ولم تفلح في تشريدهم وإرغامهم على مغادرة أراضيهم قسرا. بل تفاجأ تحالف العدوان، أن المقاومة تشتعل في كل مكان ونيرانها تصلي الكيان الصهيوني من كل أنحاء فلسطين، وجبهات محور المقاومة.
امتحان فلسطين ليس لشعبها وحده، ولا للأمة العربية والإسلامية وحدها. الامتحان عسير جدا على ثلاثي الاستكبار والشر العالمي: أمريكا، بريطانيا، الكيان الصهيوني. نتائج الامتحان حتى الآن، تظهر وحشية هذا الثلاثي وإجرامه، لكنه سعار الملدوغ وسكرات المحتضر.
هناك شعب حي في فلسطين، حر أبي، أثبت أنه أقوى من ترسانة الترهيب، وأعتى من عاصفة التهويد، وأعصى على الكسر والإبادة، وبرهن أن الحق لا ينحر أو يُقبر، قد يغمر حينا وقد يطمر، أمام الباطل وصولاته وجولاته، لكنه يبقى ما بقيت إرادة أصحابه، صلبة لا تكسر ولا تقهر.
هذا هو الحال في فلسطين. شعبنا الفلسطيني شعب جسور، يواجه أطغى قوى الشر في العالم وأبغى أرباب الإجرام، بكل ما تعنيه الشجاعة من معنى، ويجترح بطولات نادرة بأجلى معاني البسالة والتضحية والصبر والاحتساب لما يكابده عند رب العالمين، العزيز القدير على كل شيء.
بقدر الأسى لما يلاقيه إخوتنا وأخواتنا، أمهاتنا وآباؤنا، أبناؤنا وبناتنا، في فلسطين، بقدر فخرنا بصمودهم البطولي الكربلائي، واعتزازنا بشجاعتهم، وإكبارنا لصبرهم، وإجلالنا لتضحياتهم. فلسطين وشعبها، تلهم شعوب العالم أجمع، بأن رفض الباطل مكلف لكن التسليم له أكثر كلفة وإذلالا.
جميع العرب والمسلمين، شعوبا وحكومات وحكاما، مشاركون في خذلان فلسطين وشعبها. الكل مشارك في التخلي عن فلسطين، القلعة التي لا تدافع عن نفسها، بل عن جميع العرب وأقطارهم كلها، فجميع الأقطار العربية مستهدفة من الكيان الصهيوني وسيأتي الدور عليها قطرا تلو الآخر.
وحده اليمن الحر ولبنان والعراق وسوريا، خرجوا عن دائرة الإدانة والتنديد، والشجب والاستنكار، إلى دائرة الفعل والإسناد العسكري وللشعب الفلسطيني «بكل الممكن والمتاح». لكن العجلة دارت وحجم هذا الفعل الداعم والمساند حتما سيكبر ليكبر معه وجع تحالف العدوان الصهيوني وصولا لانكساره.. والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات