سنة الله
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يفترض بدول تحالف العدوان أن تحافظ على «بهرارتها» وتتقبل بصدر رحب وابتسامة عريضة أي ضربات لمدنها من صنعاء. هذا هو الوضع الطبيعي. مثلما تعتدي يُعتدى عليك، وكما تُدين تُدان. تلك سنة الله في خلقه. فلماذا كل هذا الصراخ والعويل والتباكي، كلما رد اليمن على قصف طيران هذه الدول؟!
لا تجد مبرراً لكل هذا الصراع والتباكي على الإمارات لمجرد تلقيها واحداً بالمائة من هجماتها على الآخرين وفي المقدمة اليمن، سوى «الدفع المسبق». أنظمة الانبطاح وحكومات التسول، لا تجد حرجاً في المزايدة والتنافس في السحت وشحت مصالح من دول تحالف العدوان، ببيانات نفاقها الفاجر.
لولا هذا الهلع في تحصيل العُملة من وراء ممارسة هذه المهنة، مهنة الندب والتنديد، والشجب والنحيب، مدفوع القيمة؛ لما وُجدت دولة أو منظمة أو هيئة تدين استهداف أي دولة من دول تحالف العدوان. لن يكون هناك من يدين لأن هذه الدول في حالة حرب وتشن عدواناً غاشماً ومجرماً بكل المقاييس.
معلوم وموثق بالصوت والصورة، أن الإمارات كما السعودية، سبق لطيرانهما الحربي أن قصف ودمر في اليمن المطارات والموانئ والمشافي والمدارس والطرقات والجسور والملاعب والمساجد وشبكات الاتصالات والكهرباء والمياه والمنازل وصالات الأفراح والأتراح والمآتم والأسواق، حتى المقابر لم يستثنها.
لا أحد في العالم ينافس الإمارات والسعودية في رصيد الإجرام المضرج بالدماء والمثقل بالأشلاء. ربما الكيان الصهيوني وحده من ينافسهما في ذلك، ولهذا هم يلتقون معاً في العدوان على اليمن والإصرار على الطغيان في إجرامهم بحق اليمنيين الأبرياء، طوال 7 سنوات متوالية، ولأجل أطماعهم المشتركة.
سبق لطيران الإمارات والسعودية، أن تعمد قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين في اليمن، نصفهم نساء وأطفال، والبقية مدنيون عزل في منازلهم ومقار أعمالهم، وفي طرقاتهم وأسواقهم، وفي صالات أعراسهم وعزائهم، بل حتى وهم ينفذون محكومياتهم في السجون. مع ذلك لم تنح فِرق الشجب والنحيب أو تذرف دمعة واحدة!
الحاصل إذن أننا أمام مهرجان نفاق عالمي مقزز، وكرنفال سحت دولي بشع. الكل يتاجر وينتفع على حساب دماء اليمنيين وأرواحهم. جميعهم يقف في صف المعتدي الباغي، لحلبه ما استطاع من مشتقات نفطية وأموال ومشاريع استثمارية ومنح وهبات. كل هؤلاء المنافقين، مرتزقة لا قيمة لهم وما يُصدر عنهم.
المهم بنهاية المطاف، هو أن القصاص لجرائم تحالف العدوان مستمر وعلى أشده. دماء اليمنيين ليست ماء، وأرواحهم ليست هباء، ومقدراتهم ومرافقهم الخدمية ومنازلهم ليست مباحة. لا يليق بمن استمرأ قصف المنشآت المدنية الاقتصادية والحيوية والخدمية، أن يصيح إذا ما قُصفت منشآته بالمثل.
وطالما الرد على اعتداءاته يوجعه ويلحق به أضراراً لا يتمناها، فليكف إذن عن الاعتداء على الآخرين. ذلك هو الحل الطبيعي والمنطقي والعملي، المتاح. وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار القاتل عن 25 مليون يمني ويمنية في المحافظات الحرة غير الخاضعة لهيمنة واحتلال قوات تحالف العدوان.
عدا هذا، فلتمض دول تحالف العدوان في بغيها وعدوانها، بما تأتى لها من أدوات تجبر وتكبر، إنما دون نواح وعويل حال تلقيها الرد المشروع بحكم شرائع الله وتشريعات البشر وأعرافهم على وجه هذه البسيطة. والله مع الحق وأهله، ووعد بنصرهم. ولا شبهة في هذا الحق، وأنه لليمنيين المعتدى عليهم.

أترك تعليقاً

التعليقات