غليل العرب
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يسري انشراح غامر لصدور عشرات الملايين من العرب، عقب كل عملية ينفذها اليمن ضد الكيان «الإسرائيلي» وتحالف الشر «الأنجلو-صهيوني». كل عملية تشفي قدراً كبيراً من غليل صدور العرب. يظهر هذا في أصداء كل عملية، وبصورة أكبر، عملية فجر الخميس، وبث صور آثارها المدمرة.
يُحسب لليمن الحر أنه استطاع أن يشفي قدراً من غليل عشرات الملايين من العرب، ويكون عزاؤهم في مصابهم الجلل بحكامهم وأنظمتهم المتخاذلة والمتواطئة والخائنة، ويدخل البهجة إلى صدورهم مع كل عملية ضد الكيان «الإسرائيلي» أو سفنه والدول الداعمة له والمتعاونة معه.
الشعوب العربية تشعر بالقهر لما يعانيه الفلسطينيون. الجميع يكبر صبرهم الباهر وصمودهم القاهر للعدو، واستبسال مقاومتهم الكاسر لترسانة أعتى دول الشر والإجرام في العالم، ويواسيهم إسناد اليمن لأهلنا في غزة ومقاومتها، بكل ما يستطيع، غير آبه لأي تبعات من أي نوع.
تلاحظ هذا في تعليقات التكبير والتهليل بعد كل عملية إسناد يمنية لغزة، والدعاء إلى الله بمزيد من التيسير والتسهيل لمزيد من العمليات. تشعر بحسرة معظم شعوبنا العربية على عجز نصرة غزة، في إشاداتهم وشكرهم لليمن وشعبه على هذا الموقف الإنساني والأخلاقي والديني.
تؤكد تعليقات العرب، بعفوية وبساطة، أن الواجب على جميع الأقطار العربية أن تتداعى لنصرة غزة وأي قطر عربي يتعرض لعدوان خارجي. يشددون على أن الحاصل من تخاذل الحكومات والأنظمة العربية عار لا يمحوه إلا سقوط هذه الحكومات والأنظمة قبل الفوات.
يشعر العرب أن الدور سيأتي عليهم قُطراً تلو آخر، ما استمرت المواقف المتخاذلة والمتواطئة من جانب الحكومات والأنظمة العربية. لم يعد هذا الخطر يُحكى، تجاوز مرحلة التخمين والتكهن، وتجاوزت نذره التوقع الاستباقي إلى الواقع الجاري، والماثل للعيان بجلاء كامل.
هناك بالطبع تعليقات سلبية ترافق هذا الاحتفاء بعمليات إسناد اليمن غزة ومقاومتها الباسلة، ضد العدوان الصهيوني المتواصل بوحشية غير مسبوقة في تاريخ البشرية. بعض هذه التعليقات السلبية تعبر عن الروح الانهزامية التي فرضتها سياسات الأنظمة العربية.
لكن معظم هذه التعليقات السلبية خيانية، تسعى إلى التقليل من أهمية كل عملية إسناد يمنية لغزة، وإنكار أي تأثير لها على العدو، بل والطعن في صدق دافعها الإنساني والأخلاقي والديني. لكنها تظل تعليقات مدفوعة من أذناب الكيان «الإسرائيلي» وتحالف الشر الأنجلو-صهيوني.
تُعرف مقاصد هذه التعليقات سريعاً، فهي لا تخفي عداءها لكل من يقاوم الكيان «الإسرائيلي». مع ذلك، هناك صحوة عربية تتصدى لكل مسوغات ومبررات هذا الفريق من الناشطين، المرتهن لدول الهيمنة والاستكبار، تحالف الشر الأنجلو-صهيوني، وتقمعها بالحق المفحم والملجم.
يبقى الثابت أن اليمن الحر أثبت للجميع أن الكيان «الإسرائيلي» الغاصب أوهن من بيت العنكبوت، وأنه ما كان ولا نما وتوسع عبر الزمان إلا بفعل التنصل عن الواجب الديني والأخلاقي والإنساني، وهذا الخذلان حد التواطؤ من الأنظمة والحكومات العربية مصدر الهوان للعرب.

أترك تعليقاً

التعليقات