باتر فوت!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

يُقال في المثل الشائع "العيار الذي لا يصيب يدوش".. فكيف به إذا كان يصيب ويدوش؟ مؤكد أنه حتماً "سيربش". وهذا بالضبط حال مسار الحرب اليوم. ثمة ما استجد مؤخراً، و"ربش" طاولة تحالف الحرب وعصف بأوراقها وتقديراتها بحزم وحسم.
أتحدث قطعاً عن تنامي عمليات الطيران المُسيّر الهجومية، بالتوازي مع تنامي عمليات الصواريخ الباليستية، والتوازي مع تنامي قدرات الدفاعات الجوية وانبعاث فاعليتها من جديد في حصاد إسقاطها طائرات التحالف بلا طيار، الحربية منها والتجسسية.. أظهرت مجريات الحرب في الأشهر الأخيرة، تمكناً تصاعدياً لافتاً، لكسر احتكار التحالف معركة الجو طوال 4 سنوات، في مقابل ظهور انهيار لافت لمقدرات أجهزة استخبارات التحالف، وراداراته وأقماره الاصطناعية، ومنظومات الدفاعات الجوية للسعودية.
صواريخ باتريوت الأمريكية "البارعة المارقة الخارقة" في تعقب الأهداف الجوية المعادية وتدميرها، بدت منذ بدء الحرب وبصورة أكبر مؤخراً، محدودة القدرات كما المضادات الأرضية للطيران التي بقيت تواجه أسراب طائرات دول التحالف، ولم تسقط أياً منها.
تدويل السعودية وقائع استهداف منشآت عسكرية وأخرى حيوية تمول العسكرية، بصواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة هجومية. اعترافها بعدد من الإصابات المحققة لهذه الصواريخ والطائرات، والمتعذر إنكارها أو التكتم على آثارها، ظل يقدم إقراراً بانكشاف أجوائها.
هذا الانكشاف الظاهر، رغم امتلاك السعودية، المئات من بطاريات صواريخ "باتريوت" الأمريكية، يجعل هذه الأخيرة عملياً جديرة باسم "باتر فوت"، إذ هي تلوح للصواريخ والطائرات بالمرور وتضاعف أثرها التدميري بلحاقها إلى حيث وجهتها من الأهداف!
كذلك أحدث منظومات الرادارات وتقنيات الرقابة الواسعة بواسطة أقمار اصطناعية دقيقة متخصصة، وطائرات "أوآكس" استشعارية حساسة مكرسة، وطائرات تجسس حديثة متعددة؛ بدت كلها هباءً، مجرد بنود مشتريات ومسوغات نفقات مليارية دولارية، مهدرة!
ومع أن التحالف وإعلامه، صار ينوع أخباره، بين "تم اعتراضها" وبين الإقرار بهجمات صاروخية وطائرات مُسيّرة، إلا أنه مازال يعاني "عقدة الإنكار" ليس لوقوع الهجمات، بل لكونها هجمات يمنية، تخطيطاً وتنفيذاً وأدوات، ويجيرها إلى إيران، بتناقض فاضح.
يظهر هذا التناقض في إعلان ناطق التحالف المالكي، تدمير طيران التحالف ما سمّاه "خط انتاج ومدرج ومخازن طائرات مُسيّرة في العاصمة صنعاء"، ثم إصراره بعد مهاجمة منشآت شركة أرامكو النفطية في الرياض، على "أن الطائرات المُسيّرة إيرانية الصنع"!
ليس هذا فحسب، هناك أيضاً التناقض في التعاطي مع الصواريخ اليمنية الباليستية، فتارة يقر التحالف بأنها روسية قديمة وغير دقيقة، وتارة يقول إنها "ليست إيرانية بل كورية شمالية مطورة" كما قال العسيري في آخر حواراته ناطقاً للتحالف، وتارة يقول بأنها "صواريخ إيرانية".
وبصرف النظر عن أهمية منشأ تصنيع سلاح الدول، قياساً بأهمية امتلاكه وإجادة استخدامه، يظل الأنكى من هذا التناقض المستمر في خطاب التحالف، هو تقليله من إمكانات اليمن واستكثاره امتلاك السلاح، وإصراره على تسمية الصواريخ الباليستية، بأنها "مقذوفات"!

أترك تعليقاً

التعليقات