عزيزي الجنوبي
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
وددت أن أتحدث إلى كل عربي جنوبي، يمني بموجب الجنسية وبطاقة الهوية، على الأقل! نعم أنت عربي جنوبي، وكل يمني هو عربي جنوبي بالضرورة. شاء أم أبى، لا خيار له في هذا، مطلقا.
قدر كل يمني أن يكون عربيا جنوبيا، لأن اليمن جغرافيا، تقع جنوب غرب شبه جزيرة العرب، وجنوب شرق العالم العربي، وجنوب غرب قارة آسيا، وجنوب شرق قارة أفريقيا، فهو يمني عربي جنوبي.
لا يصح يا عزيزي أن تعتد بكونك «عربيا جنوبيا»، وفي الوقت نفسه تنكر أنك يمني!. إنكار يمنيتك يطعن في كونك عربيا أساسا، فكل يمني عربي بالضرورة، وكل عربي العرق واللسان يمني لزاما.
الأمر يا عزيزي العربي الجنوبي، ليس سياسيا ولا علاقة له بتعاقب النظم والدول السياسية وحدودها. إنه يرجع الى كون كل يمني ينحدر من جد العرب أجمع، يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام...
وكما تعلم فالنبي هود من أنبياء العرب الأربعة وخامسهم المصطفى محمد بن عبدالله «اليماني»، كما ورد عنه، صلى الله عليه وآله وسلم. وينحدر هود، نبي عاد، من نسل سام بن نوح عليه السلام.
لهذا يا عزيزي العربي الجنوبي، وددت لفت عنايتك إلى أصل رفيعٍ وسامٍ لا ينبغي لكل امرئ حر أبي، أن تجعله عصبيته السياسية أمرا وضيعا دنيا، يوجب التنكر له واستبداله بهوية جغرافية جامدة!
معلوم يا عزيزي، أن الجنوب، جهة مكان لا هوية إنسان أو كيان. كما هناك جنوب، هناك شرق وغرب وشمال، وجنوب شرقي وغربي، وشرق جنوبي وشمالي، وغرب جنوبي.. إلخ من الجهات الجغرافية.
لا تُعَرّف الأمم بجهة مكان، بل بهوية إنسان. هوية تتألف من عرقية بشرية، وسلالة قبلية، وفخيذة عشائرية،.. إلخ ما يميز الإنسان عن غيره، عند تعريف هويته. إنها جينات وراثية، سجل تاريخي.
لهذا أيضا، تلاحظ معي، أن نزعات الجماعات البشرية للانفصال السياسي عن كيان سياسي قائم، لم تجبر هذه الجماعات في كل زمان ومكان على إنكار أصلها العرقي والقبلي، هويتها التاريخية.
لديك يا عزيزي العربي الجنوبي، أمثلة عدة للتمسك بالهوية والأصل العرقي القبلي. هناك مثلا شعوب أوروبا، لا تنكر أن جلهم ينحدرون من قبائل الجرمن، رغم وجود دولة تحمل اسم جرمانيا (ألمانيا).
ومن الأمثلة المعاصرة لتمسك الإنسان، الطبيعي والفطري، بهويته التاريخية، شعب السودان. حين قررت التدخلات الخارجية تقسيم دولته، إلى شمال وجنوب، ظل كلاهما سودانيا، رغم اختلاف العقيدة.
حدث قبل هذا في اليمن، حين قرر الاحتلال الخارجي التركي لشماله والبريطاني لجنوبه، توقيع معاهدة ترسيم حدود لما تحت سيطرتهما عام 1911م، ووضعا «الخط البنفسجي» لتشطير اليمن سياسيا.
يبقى الثابت، عزيزي العربي الجنوبي، أنك يمني، شئت أم لا. ليس لأنك تنحدر من جد العرب (يعرب) واليمنيين (أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب)، بل أيضا لأنك ودولتك التي تنادي بفصلها، تقعان يمين الكعبة وركنها اليماني.

أترك تعليقاً

التعليقات