مناحة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يعلو نحيب المفرّطين، والمصطفّين في خندق تحالف الشر العالمي، الأمريكي - الصهيوني، وتتعالى مناحتهم، مع كل صفعة جديدة يتلقونها من خصومهم في محور المقاومة، تثبت صدق أقوال هؤلاء الأخيرين، وتعمد مبادئهم وأهدافهم المعلنة بدمائهم وأبنائهم وذويهم، وبذل أرواحهم خالصة في سبيل الله وإعلاء راية الحق.
حدث هذا مراراً مع كثير من قادة محور المقاومة للهيمنة الأمريكية - الصهيونية، وجرائم تحالف الشر «الانجلو-صهيوني»، ليس أبرزهم قاسم سليماني وإسماعيل هنية ويحيى السنوار... ويحدث مجدداً مع أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وخلفه هاشم صفي الدين، وغيرهما من قيادات المقاومة في لبنان...
ضجت وسائل إعلام الأنظمة الموالية لإمبراطورية أمريكا والكيان «الإسرائيلي»، وصخبت صفحات سياسييها وناشطيها على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بما يظهر الشماتة ويريد الإساءة للشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين؛ لكنه في واقع الأمر لا يخلو من المناحة على خسران الشامتين.
ومع أن وسائل إعلام وسياسيي وناشطي محور الموالاة لأعداء الأمة تسوق مبررات لموقفها المعادي لمقاومة الكيان «الإسرائيلي» ورموزها وقادتها؛ إلا أنها لا تعدو في مجملها كونها اتهامات وافتراءات تتجاهل الوقائع الراسخة والبراهين الدامغة على علو شأن قادة المقاومة وصدقهم وإخلاصهم في الجهاد مع الله.
يتغافل هؤلاء عمداً، وكمن يحاول حجب أشعة الشمس بمنخل، تضحيات قادة مقاومة الكيان «الإسرائيلي»، بدءاً باستشهاد أبنائهم وذويهم، وانتهاء باستشهادهم هم أنفسهم، مقبلين لا مدبرين، في جبهات التصدي لعدوان الكيان وأربابه، وجرائمه بحق الفلسطينيين، وأنهم لذلك فوق الشبهات وأكبر من الإساءات.
يكفي قادة مقاومة الكيان «الإسرائيلي»، في فلسطين ولبنان والعراق وسورية واليمن، أنهم اختاروا درب الجهاد في سبيل الله وضد أعدائه والمسلمين، ومضوا فيه بكل بسالة وقناعة، وحققوا ما استطاعوا من إنجازات في مسيرتهم، وظل هدفهم المتجسد مقالاً وحالاً، الظفر بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.
ينسى الشامتون بقادة مقاومة حلف الشر «الانجلو-صهيوني» أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنه لا يستوي الطيب والخبيث، وأن الصدق مع الله والجهاد في سبيله ونصرة الحق ضد الباطل من نعم الله على عباده لا يستحقها إلا المخلصون له عز وجل، وبالمثل الفوز بالشهادة.
يتعامى الخاسرون أنفسهم ومبادئهم وشرفهم وكرامتهم، المتساقطون في وحل العمالة والخيانة، حقيقة سقوطهم، فيعمدون إلى مواساة أنفسهم في خسارتهم، عبر محاولات بائسة للنيل ممن صدقوا مع أنفسهم ومع الناس ومع الله ورسوله وانحازوا للحق وإعلائه وبذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الله وردع الطغيان.
يظل الصدق منجاة والكذب مهلكة. ومثلما فشل هؤلاء في النيل من قادة مقاومة حلف الشر «الانجلو-صهيوني» في حياتهم، وعجزوا عن تثبيطهم وثنيهم عن دربهم، فإنهم أيضاً يفشلون في نيل مبتغاهم بعد انتقال كل مقاوم إلى ربه، وارتقائه شهيداً في سبيل الله وما آمن به وجاهد لأجله وافتداه بدمه وروحه.
لكن الثابت في كل زمان ومكان أن الباطل بيّن والحق أبين، والباطل زائل وأهله، مهما صال وجال. ويبقى المؤكد أنه لا يضير الفضلاء والعظماء تطاول الرذلاء والسفهاء، ولا ينتقص من شأنهم أو قدرهم، بقدر ما يزيدهم علواً وخلوداً بما عملوا وتفانوا واجتهدوا وحصدوا، من مقام رفيع في الحياتين، الدنيا والآخرة.

أترك تعليقاً

التعليقات