بسم الله
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تابعت باهتمام وحتى آخر لحظة قبل إرسال هذا المقال، مستجدات المحادثات الأمريكية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). أتحدث عن لقاء مبعوث المعتوه دونالد ترامب بممثلين لحركة «حماس»، التي تصنفها إدارة المعتوه «منظمة إرهابية»!
تناقض يبدو غريباً لمن فوجئ باللقاء؛ لكنه يجسد حالة الارتباك التي تمر بها إدارة إمبراطورية الشر الأمريكية، بعدما سقط قناعها «الحضاري» وشعارها «الحقوقي» وواجهتها «الديمقراطية» وغيرها من أرديتها الزائفة، علناً أمام العالم طوال العدوان على غزة.
فعلاً، مبعوث المعتوه ترامب عبّر عن استشعار التحذير اليمني باستئناف الحرب الإسنادية للشعب الفلسطيني ومقاومته. صرح بهذا في تبريره لقاءه ممثلي «حماس»، بقوله: «المحادثات مع حماس تجري بسبب قلق الإدارة من أن وقف إطلاق النار هش».
ليس هذا فحسب، بل إن المبعوث الأمريكي للرهائن، آدم بولر، أكد ضمنياً أخذ ترامب التحذير اليمني على محمل الجد، بقوله: «أعمل لصالح الرئيس ترامب وهذا قراره وأنا أنفذ ما يريد»، مضيفاً: «اجتماعنا مع حماس ناقش تقدم المفاوضات».
كذلك أكد كيان العدو «الإسرائيلي» استشعار جدية التحذير اليمني. برز هذا في الساعات الأولى من صباح الاثنين، عبر أخبار عاجلة لوسائل إعلام الكيان، عن مسؤولين يسوّقون لرضوخ وشيك من رئيس حكومة الكيان بصيغة تبرير.
اتفقت وسائل إعلام الكيان في نقلها عن «مسؤولين كبار»، قولهم: «هناك غضب من سلوك واشنطن في المفاوضات مع حماس. هناك محاولة لإجراء مفاوضات فوق رؤوسنا، وليس ثمة مجال كبير للمناورة. نتنياهو لن يتمكن من معارضة ترامب».
هذا التسويق لهذا الطرح من جانب «مسؤولين كبار» في كيان العدو ليس من فراغ. الضغط اليمني دفعهم إلى التشدق بـ»ضغط أمريكي»، والقول: «إذا توصل ترامب لاتفاق مع حماس فسيصعب على نتنياهو الرفض، والأمريكيون يعرفون ذلك».
يبدو واضحاً للمتابعين حجم الضغوط التي يواجهها الكيان في هذه الأثناء، من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية وجبهة اليمن. لكنه يحاول الضغط عبر قطع الكهرباء، بجانب مواصلة إغلاق المعابر وإيقاف المساعدات والإغاثة والوقود، وتجويع أهلنا في غزة.
عدا هذا يتعرى كيان العدو «الإسرائيلي» أكثر وأكثر أمام العالم بوصفه مجرم حرب يمارس العقاب الجماعي بحق مليوني فلسطيني تجويعاً وإعداماً لسبل الحياة، وهي جريمة حرب مكتملة الأركان، فضلاً عن إثباته للعالم أنه لا يحترم أو يلتزم باتفاقات.
في المقابل، مع انتهاء المهلة اليمنية المحددة بأربعة أيام لرفع الكيان «الإسرائيلي» حصاره الإجرامي عن قطاع غزة، ازدياد العدو «الإسرائيلي» عتوّاً وبغياً وقطعه الكهرباء بجانب الحصار، غرور وتكبر، والغرور كان وسيظل مهلكة وينتهي بصاحبه في مقبرة.

أترك تعليقاً

التعليقات