كماشة غزاوية يمنية!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
وقع كيان العدو الصهيوني -من حيث لا يتوقع أو يصور له غروره- في كماشة تمتد المسافة بين فكيها قرابة 2000 كيلومتر. تلك حقيقة صار العدو يقرّ بها ضمن استجدائه أربابه وحلفاءه «إنشاء تحالف واسع لإنهاء تهديد وجود إسرائيل».
تبدأ هذه الكماشة من المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها الباسلة، وتصعيدها البطولي كمائنها القاتلة، لضباط وجنود قوات الاحتلال، بجانب عمليات دكها آلياته ودباباته، في مختلف جبهات المواجهة الدائرة، رغم فارق العتاد والعديد!
غدت كمائن المقاومة حصادة فاتكة، تحصد «كل 48 ساعة جندياً صهيونياً» على الأقل، منذ أطلقت قوات الاحتلال ما سمَّته عملية «عربات جدعون»، ورد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق عملية نوعية سمَّتها «حجارة داوود».
حتى صباح السبت، كانت المحصلة المعلنة لعدد هالكي قوات الاحتلال، بمقاليع «حجارة داوود» المتفجرة، قد بلغت «33 جندياً، قُتلوا خلال 57 يوماً». هذا ما اعترف به كيان العدو رسمياً، وليس كل ما فقده ويفقده يومياً.
فعلياً، كمائن المقاومة الفلسطينية، وحصاد «حجارة داوود»، أحدثت فاجعة للكيان الصهيوني، ليس لسلطاته الإجرامية، بل أيضاً لمستوطنيه. مشاهد قوافل توابيت جنوده الهالكين تذيق العدو خوفاً مراً يصدح به عويله!
أما الفك الآخر للكماشة فيتمثل في اليمن الحر، ورفعه وتيرة عمليات إسناده لغزة ونصرة فلسطين، ضمن معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس»، على نحو فاجأ العدو الصهيوني، وباغته على ثلاث جبهات في آن معاً.
تجاوز رفع اليمن الحر وتيرة إسناده غزة، خلال أسبوع، إطلاق نحو 28 صاروخاً وطائرة مسيّرة على كيان العدو وقواعده ومنشآته الحيوية، عززت إعدام استقراره واحتدام صافرات إنذاره ودوام الفرار اليومي إلى ملاجئه، وفرض الحظر الجوي عليه.
بالتوازي، رفعت البحرية اليمنية وتيرة عملياتها، وتصدت بنحو 17 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة وزورقاً مسيّراً، لمحاولات خرق حظر ملاحة العدو عبر البحر الأحمر. توج هذا بإغراق سفينتي شحن في قعر البحر الأحمر.
المفاجئة الثالثة للعدو الصهيوني كانت تعزيز الدفاعات الجوية اليمنية، وتصديها بحزم لموجة عدوانه الجديدة على اليمن، واضطرار طائراته لتنفيذ غاراتها على الحديدة من خارج أجواء اليمن، وتعذر استكمالها عدوانها واستهداف مدن أخرى.
يؤكد هذا التصدي الجوي ما سبق أن سربه مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة «نيويورك تايمز» عن أن «طائرات الشبح بمختلف طرازاتها تعرضت لنيران يمنية خطيرة» و»تهديد حقيقي»، أسهم بدفع ترامب لطلب وساطة إيقاف متبادل للمواجهة.
يبقى المبهج في نتائج هذه الكماشة الغزاوية اليمنية أن العدو الصهيوني مضطر للتفاوض، بعدما فقد فاعلية خياراته العسكرية. وبقدر ما أدرك خطر المعركة البرية في غزة، أيقن خطر المعركة الجوية مع اليمن الحر، وتعريض طائراته وقادتها للإصابة والإسقاط والأسر في اليمن. والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات