ساعة سوريا!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تأكد من جديد، بجلاء واضح، وإفشاء فاضح، سر الساعة الجيوسياسية، لكثير من الأحداث في المنطقة، وأن مصدر طاقة عمل هذه الساعة، واختيار توقيت هذه الأحداث، هو تحالف الشر والهيمنة "الأنجلو-صهيوني" بقيادة: أمريكا وبريطانيا والكيان "الإسرائيلي".
ظهر هذا لكل متابع لبيب وغير لبيب، في توقيت استئناف المعارك في سوريا، بعد إجبار المقاومة في لبنان الكيان "الإسرائيلي" على طلب الهدنة. صدر الأمر لما يسمى "سوريا الديمقراطية" و"المعارضة السورية"، و"هيئة تحرير الشام" بقيادة تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، فتحركت.
لم يكن التحرك بقرار ذاتي للفصائل المسلحة في سوريا، بل جاء تنفيذا لأوامر مباشرة من جهات تمويل إنشائها وتسليحها علنا لا سرا، ممثلة بأمريكا التي تحتل قواتها منطقة حقول النفط (التنف)، ومن تركيا التي تحتل بجانب إقليم الإسكندرون السوري، مناطق الشمال السوري.
أكد هذا التحرك وتوقيته، حقائق عدة، أبرزها: أن مختلف الفصائل المسلحة المتمردة على الدولة السورية، لا علاقة لها بسوريا وأهداف "الحرية والمواطنة المتساوية والعدالة والديمقراطية" التي ترفعها، ولا بالإسلام الذي ترفع أغلبها رايته وتتشدق بـ"الجهاد المقدس" و"تحرير الشام".
دحضت هذا التلبس بالإسلام، من فصائل ما تسمى "هيئة تحرير الشام" التي تضم علنا لا سرا، تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، جرائمها الإرهابية بحق المدنيين، وقبل هذا صمتها عن تحرير فلسطين، وإحجامها الكامل عن أي فعل أو حتى قول يصب باتجاه "ردع العدوان" على قطاع غزة.
ليس هذا فحسب. أكد تنصل هذه الفصائل المسلحة في شمال سوريا، من مسؤوليتها الدينية وقبلها الإنسانية والأخلاقية تجاه فلسطين وقطاع غزة وجرائم حرب الابادة المتواصلة بحق الفلسطينيين من جانب الكيان الصهيوني؛ تداوي عناصرها بمستشفيات الكيان، علنا!
كذلك حال الفصائل المسلحة المتمردة في سوريا، بدعوى "الديمقراطية"، لم تُظهر طوال 12 سنة، أي دليل على "المدنية الديمقراطية" التي تزعم تبنيها وانتهاجها، ولم تجسد فعليا التزامها بأي مظهر من مظاهر "الحرية والمواطنة المتساوية والعدالة ودولة النظام والقانون" التي ترفع شعاراتها!
وبالمثل الفصائل المسلحة المتمردة بدعوى "التحرر من التمييز العنصري"؛ لا تقاتل لأجل سوريا أو "تحرير الشام" ولا لأجل "راية الإسلام"، بل سعيا وراء إنشاء "دولة كردستان" المخطط لها أمريكيا وصهيونيا ضمن "الشرق الأوسط الجديد" بأن يتم اقتطاع أراضيها من العراق وتركيا وسوريا.
قد يتحدث البعض عن التدخل الروسي العسكري بصف نظام الرئيس بشار الأسد. جاء هذا التدخل تاليا للتدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا بقوات عمدت الى دعم احتلال تنظيمي "داعش" و"القاعدة" مناطق الحقول النفطية في سوريا، قبل أن تستلمها منها وتتمركز فيها.
علما أن التدخل الروسي بسوريا، ليس لأجل سواد عيون الرئيس بشار الأسد، بل لإفشال إمداد الخط الجديد الأمريكي الأوروبي (نابكو) لتصدير الغاز عبر سوريا، والمُخطط له منذ 2009م أن يكون بديلا عن الخط العالمي الذي يمر عبر روسيا وتسيطر بموجبه على 70% من إمدادات الغاز عالميا.

أترك تعليقاً

التعليقات