عبرنة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

تواصل «القامعة العربية» أو ما تعرف بـ«جامعة الدول العربية» هي الأخرى الانسلاخ عن جلدها ونزع قناعها، والسير باتجاه عبرنتها، وتتويج دولة الكيان الصهيوني قائدا لها، لا مجرد عضو فيها، وتحويل اسمها إلى الجامعة العبرية للدول العربية.
لا مواقف مشرفة للجامعة العربية، وبخاصة منذ بداية هذه الألفية. على العكس صارت بيانات وقمم هذه الجامعة مخزية على نحو سافر ومذل، وازدادت انغماسا في وحل العار، منذ بداية 2011، لتغدو «وكالة بلح» لمن يدفع، ومنقادة لأنظمة العمالة.
آخر هذه المواقف المخزية والمجاهرة بانزلاق الجامعة العربية إلى مستنقع النخاسة، هو رفضها عقد اجتماع بشأن الاتفاق الإماراتي ـ «الإسرائيلي» على تطبيع العلاقات وتداعياته على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، والأمة العربية والإسلامية عموما.
الاجتماع، طلبت عقده قيادة السلطة الفلسطينة، وقابلته أمانة الجامعة العربية بأنها «ستعقد الاجتماع الوزاري العربي المقبل في دورته العادية في التاسع من سبتمبر، وسيكون برئاسة دولة فلسطين». كمن يقول لفلسطين لا قلق ستتاح لك الفرصة للنواح.
رد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس هاتفيا، بمثابة إعلان رفض عقد اجتماع طارئ لبحث الاتفاق الإماراتي ـ «الإسرائيلي»، على تطبيع العلاقات، وتداعياته على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين.
فعليا، هذا الرفض، امتداد لشراكة الجامعة العربية في ما سمي «صفقة القرن» عبر بيانها الهزيل، الذي يؤكد «التمسك بالسلام» و»مبادرة السلام العربية» المرفوضة أصلا من دولة الكيان الصهيوني، و»بالقرارات الدولية ذات الصلة بقضية فلسطين» الخ المحفوظات البالية!
لا غرابة، فهذه الجامعة العربية، نزعت بقايا لباسها، وأضحت منذ العام 2011 جارية عارية في سوق نخاسة، رهنا لدول البترودولار، وما تمليه عليها نقلا عن أسياد هذه الدول، ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والكيان الصهيوني. 
ولن يكون غريبا، في قادم الأيام، أن تدعو هذه الجامعة رئيس حكومة الكيان الصهيوني لحضور اجتماعاتها وقممها، وأن تخلع عليه صفات الصديق وربما الشقيق، فهي بذلك، ستشهر هي الأخرى، عن ربها الأول، وعرابها، ومالك قرارها ملك اليمين!

أترك تعليقاً

التعليقات