حرب جديدة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تتابع على نحو لافت تحركات تحالف الشر الدولي لبدء عدوان عالمي لكنه لن يكون هذه المرة بذريعة «تدمير أسلحة الدمار الشامل» ولا مكافحة الإرهاب» بل بذريعة «مكافحة المخدرات»!
لاحظوا معي تزامن تصعيد الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب ضد فنزويلا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية المناهضة للهيمنة الأمريكية، والتلويح بضربات جوية عسكرية على عصابات المخدرات في هذه الدول.
بالتوازي مع زعم الكيان الصهيوني ضبط وإسقاط 200 طائرة مسيرة تهرب المخدرات لمستوطناته وأنها من لبنان وفلسطين، كما لو أنها تحمل ملصقات شركات الكيف العربي لزيون الفلسطيني وشركائه!!...
ترافق هذا مع إعلان سلطات حكومة العليمي عن «ضبط مصنع لإنتاج مخدرات «الشبو» في محافظة مثل المهرة، ترفض قواها القبلية والمجتمعية تواجد القوات السعودية والإماراتية والأمريكية والبريطانية في المحافظة!!
ليس هذا فحسب، بل والحديث عن «ضبط اثنين متورطين بإدارة مصنع المخدرات في المهرة وأنهما فلسطيني وسوري»!!. واتهامهما بأنهما «مواليان لسلطات اليمن الحر بقيادة أنصار الله وممولان منها»!!
بالتزامن تسارع السفارة الأمريكية لدى اليمن لتأكيد صفتها الحاكم الفعلي لجنوب اليمن، تبني اتهام سلطات اليمن الحر بقيادة حركة أنصار الله «بالاتجار بالمخدرات» ومباركة ضبط مصنع المخدرات في المهرة!!
هل يبدو لكم الأمر مصادفة؟! معلوم سلفا أن اليمن كان وما يزال يتوسط مناطق تصنيع المخدرات بشرق قارة آسيا ومناطق استهلاك المخدرات دول الخليج والسعودية وأوروبا، وأن اليمن لذلك منطقة عبور للمخدرات.
ومعلوم أن هذا الموقع لليمن بين منتجي المخدرات وأسواق استهلاكها، أوجد منذ عقود تجارا ومهربين صيتهم ذائع في المخا والمحافظات اليمنية الحدودية مع السعودية.
ومعلوم أيضا أن عمليات ضبط شحنات المخدرات شهدت منذ عام 2015 تصاعدا بما يعادل 10 أضعاف عما كانت عليه قبل بدء الحرب، في مناطق حكومة هادي ثم العليمي الموالية لتحالف العدوان، وبصورة أكبر وبما لا يقاس في مناطق اليمن الحر.
ومعلوم ومشهود ازدهار تجارة المخدرات والجرائم المروعة وغير المسبوقة المرتبطة بتعاطيها في جنوب اليمن، وأن شحنات المخدرات المضبوطة في شمال ووسط اليمن قادمة من موانئ تخضع لسيطرة قوات الفصائل الموالية للتحالف السعودي -الإماراتي.
ومعلوم أن شحنات مخدرات كبيرة (هيروين وكوكايين) ضبطت في شحنات سكر على متن سفن وصلت إلى ميناء عدن وجرى تفتيشها في ميناء جدة، ولم يعرف مصيرها حتى اليوم أو تعلن وتعرض عمليات إتلافها!!
لكن غير المفهوم هو هذا التزامن غير الطبيعي لتوجيه الاتهامات لسلطات «اليمن الحر» وحركة أنصار الله بضلوعها في تهريب وتجارة المخدرات!!
الواضح من المعطيات سالفة الذكر أن هناك توجها لتحالف الشر العالمي بقيادة إمبراطورية الشر الأمريكية لشحن حرب دولية جديدة لغزو الدول المناهضة والمقاومة لهيمنته، لكنها لن تكون هذه المرة بذريعة «أسلحة الدمار الشامل» ولا «مكافحة الإرهاب» بل بذريعة «مكافحة المخدرات»!!
وكما هي عادة تحالف الشر العالمي في اختلاق ذرائع لتسويغ عدوانه وحروبه وفرض هيمنته ونفوذه في العالم، سيكون هو الشرطي والمدعي والقاضي والجلاد في آن معا. بمعاونة مطايا محلية «شهود زور» يجاهرون بعمالتهم وارتهانهم لتحالف الشر والإرهاب العالمي.
لهذا، أرى أن السلطات الأمنية في حكومة «التغيير والبناء» معنية بنشر إحصاءات واعترافات مرئية للمهربين المقبوض عليهم مع شحنات المخدرات المضبوطة، تكشف تفاصيل جهات شحن المخدرات وموانئ ومنافذ وصولها ودور السلطات والقوات الموالية للتحالف.

أترك تعليقاً

التعليقات