رجال البحرية
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
«يا موج هايج ويا بحر زفار.. قل للعدو جاتك رجال البحرية». قالها اليمن صريحة مباشرة، قبل خمس سنوات، لتحالف الإثم والعدوان، ولم يأخذ الرسالة على محمل الجد، وتمادى في انتهاك سيادة المياه الإقليمية لليمن، شحنا للأسلحة والمعدات العسكرية إلى قواته ومرتزقته، ولمعادن اليمن وآثاره المسروقة وثرواته النفطية والسمكية المنهوبة.
إنجاز مستحق جديد، أحرزته القوات البحرية اليمنية بضبطها المسدد «سفينة شحن عسكرية إماراتية تحمل معدات عسكرية، ودخلت المياه الإقليمية لليمن بالبحر الأحمر دون ترخيص، وتمارس أعمالاً عدائية لليمن». ثلاث جرائم تخول اليمن -وأي دولة ذات سيادة- ممارسة الحق في الاعتراض والضبط، تصديا لخرق مياهها ومنعا لانتهاك سيادتها وردعا لأي تهديد لأمنها.
يا ود زايد ويا ود سلمان.. يا تحالف الإثم والعدوان.. عاد الكذب يحتاج عقلا كي يخدع عقول الناس ويقنع عوام المتلقين ويدفع على تصديقه وإن حتى حين. يعني شيء من المنطق، وقليل من العقل يدعمكم في التشدق، ويغلف الكذب الملفق، ويشد حبكه المرتق ويُجَوِد سبكه المفتق، يسوي مسالكه ويعدي مثالبه، ويُجمل خبائثه...

لو كانت سفينة الشحن العسكرية المضبوطة في مياه يمنية ذات سيادة استهنتم بها، تحمل «معدات مطبخ ومعدات لمستشفى سعودي في سقطرى» لكان شحنها جرى بسفينة مدنية تجارية، ولكانت السفينة أفرغت حمولتها في سقطرى وهي قادمة من ميناء «رأس التنورة» في الخليج العربي، دون الحاجة لعبور مضيق باب المندب ودخول البحر الأحمر.
ولو كانت السفينة تحمل «معدات مطبخ ومستشفى» كما تزعمون لكانت أصغر حجما فالحمولة لا تستدعي سفينة بهذا الحجم، ولا تحتاج طاقما مرافقا، متعدد الجنسيات، ولا تحتاج أيضاً «طاقما أمنيا وعسكريا بمعداتهم» كما تقولون لحمايتها. فبوارجكم وغواصاتكم الحربية وأربابكم أمريكا وبريطانيا و»إسرائيل» أحرى بها حمايتها.
أما «القرصنة» فأنتم أهلها ولكم باع فيها لا ينافسكم فيه أحد، به عُرف أجداد «شخبوط» و»سعود» وعصابة «نهيان» وعصابة «سعود»، حرفة وحيدة لهما بحرا وبرا، في التسعين عاما السابقة واللاحقة لإنشاء بريطانيا كياني «السعودية» و»الإمارات» الطارئين على التاريخ والمُحدَثين في جغرافيا المنطقة، ولا أحد يستطيع أن يزايد عليكم في هذا.
«القرصنة» أنتم عنوانها القديم والجديد، وماتزال سفنكم تمارسها علنا وعلى مرأى ومسمع «المجتمع الدولي» المنافق. يدينكم بهذا تقطعكم المستمر لسفن مدنية تجارية، تحمل مشتقات نفطية ومعدات طبية وقطع غيار آلات مصانع وأجهزة ملاحة، واقتيادها إلى ميناء جيزان واحتجازها لأشهر عُرض البحر، دون أي مسوغ قانوني أو حتى مبرر حربي!
تظل الحقيقة الثابتة، أنكم معتدون غزاة منتهكون لكل الأعراف والمواثيق الأممية والقوانين الدولية. باغون متكبرون متجبرون، والتصدي لكم حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والتشريعات الدولية، وقبل هذا وذاك الفطرة الإنسانية، التي تأبى الضيم والتجبر والظلم، وترفض الباطل والشر والبغي والعدوان، وتأنف حياة الذلة والخنوع والهوان.
ويبقى الأهم، في هذه العملية للقوات البحرية اليمنية أنها أعلنت مجددا أن حرص اليمن الحر على سلامة وأمن الملاحة التجارية الدولية وخطوطها المارة عبر مياهه الإقليمية، وتجنيبها تداعيات الحرب؛ لن يستمر طويلاً، وسيضطر اليمن لممارسة حقه المشروع في منع أي انتهاك لسيادته وردع كل تهديد لأمنه بكل ما أوتي من حق وقوة.
صحيح أننا في زمن تسيد الباطل، ونعيش إحدى أبرز جولاته وأخطر صولاته، لكن الباطل زاهق وحلفه زائل لا محالة، لأن الحق أبلج واضح المنهج كالبرق وضاء، «كلما حجبته سَطع، وكلما خِفته وَقع»، والباطل لَجْلَجٌ، كلما صال وجال وانكب وأنشب، دنا من الزوال وإلى حتفه اقترب. وكما قال الشاعر عبدالسلام القحوم وصدح عيسى الليث: «قل للعرب يا خائن الدم والجار.. ما بتموت إلا متوافية».

أترك تعليقاً

التعليقات