جبال بشرية
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
دعكم من ألسنة نيران العدوان، وسحب الدخان. تلك مشاهد ألفناها، من عدوان جبان اعتدنا عليه ولا جديد فيه. هناك نصر يمني أجد حققه اليمنيون تحت هذه النيران، أكد لطغاة دول تحالف العدوان أنهم يواجهون جبالا بشرية، حجما وصلابةً، شموخاً وثباتاً.
ما حدث في ميدان السبعين جنوبي العاصمة صنعاء، الجمعة، حدث فارق بكل المقاييس. توقع تحالف العدوان أن قصف محيط الميدان سيجعله فارغاً في دقائق. ظن أن قصفه سيثير الرعب ويوقع آلاف الوفيات جراء تدافع الفرار؛ لكنه مني بخيبة أمل وفاجعة.
ثبات الحشود المليونية في أماكنهم بميدان السبعين أذهل دول تحالف الشر والإرهاب العالمي: أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني. لم يتوقع طغاتها هذا الثبات مطلقاً، وصُعقوا بصدق الحشود وهتافهم الرافض هيمنتهم ووصايتهم وعدوانهم، والمتوعد بإنهاء طغيانهم.
هذا الصدق الماثل بثبات الرجال في الميدان ثبات الجبال، فاجع بكل المقاييس لطغاة تحالف العدوان. إنه يظهر لهم الحقيقة بلا شبهة أو ريبة. يصدمهم بجلاء من يواجهون ومن يستعدون. يصعقهم بإيمان قل له نظير، رغم كل جهودهم لمحوه من الوجدان والضمير.
ارتد دوي القصف الجبان على تحالف العدوان بصدى يصم الآذان، يقول: الإيمان يمان يا أحقر بني الإنسان. تجسد هذا في الميدان على مر العصور ودورة الزمان، وتأكد من جديد لمن في قلبه أدنى شك في قوة وبأس اليمنيين وإيمانهم بالله ونصرتهم لدينه.
ومثلما أيقن طغاة دول تحالف البغي والطغيان أن اليمن الحر مستقل القرار، ولا ينصاع لأوامر أحد، بمن فيهم إيران؛ أيقنوا يوم الجمعة بعد بطولة رجال الميدان، وثباتهم كما الجبال، أنهم يواجهون شعباً اصطفاه الله نصيراً لخاتم أنبيائه والمرسلين ودينه، حتى نهاية الزمان.
نعم، أيقن طغاة تحالف العدوان الأمريكي - البريطاني - «الإسرائيلي» أن موقف اليمن الحر، قيادة وشعباً، من فلسطين، وتحركه بكل ما أوتي لإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته في غزة، ليس من قبيل المزايدة أو الدعاية السياسية، بل موقف مبدئي إنساني وأخلاقي وديني.

أترك تعليقاً

التعليقات