قيد زلة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يأتي بين روائع حكمة اليمنيين قولهم: “من أشار عليك بالقتل ما عاونك بالدية”. يرادفه القول: “عقلك براسك، احسب حسابك، تعرف خلاصك”. وفي الفصيح سرى المثل الأثير لمن أغرقته قربته “يداك أوكتا وفوك نفخ” للدلالة على أن النجاة والهلاك بيد الإنسان وما يبدر عنه.
الحال ذاتها لمورد هذين المثالين الحكيمين، تنطبق على مضربهما في واقع اليوم. الأنظمة العربية التي لزمت الشجب والتنديد، والدعوة والمطالبة، حيال حرب الإبادة المستعرة ومذبحة غزة المستمرة علنا.
تستطيع هذه الأنظمة الاستمرار في تقمص موقف المستاء، وممارسة التخاذل والاستغباء، والبقاء بخانة العاجزين، الجبناء الأذلاء. إنما ليس في صالحها أي تورط علني يجاهر بمعاونتها الكيان الصهيوني...
الانجرار أكثر مِن أي “حاكم” عربي لإملاءات الكيان “الإسرائيلي” وأربابه، وتقديم خدمات أكبر للكيان على نحو علني عارٍ من دثاراته؛ انتحار سيعدمه ومقدرة شعبه على التماس “الأعذار” لتخاذله وجيشه.
لن يشفع مبرر “الضغوط الأمريكية” لأي “حاكم” عربي، فمعظم الشعوب العربية تشعر بالذل والعار، وتكابر في التماس “الأعذار” لمواقف حكامها وجيوشها المتخاذلة، ما بقي تعاونها مع الكيان دون الإشهار.
قد تتجاوز الشعوب العربية عن مسوقي “المهانة سبيلا للسلامة” ومروجي “الأرض مقابل السلام”. لكنها تزدري ناشطي “تطبيع الانهزام وذل الاستسلام” وتُخوِّن مَن يهاجم أي فعل مقاوم للكيان الصهيوني.
يظهر هذا الموقف العام أكثر في الشارع العربي بين أوساط العوام من الشعوب العربية، البسطاء غير المؤدلجين أو المتحزبين، ولا المهجنين أو المبرمجين، ولا المجندين أو المؤجرين بنظام “الدفع المسبق”.
هذا أمر تعرفه أجهزة مخابرات الحكام العرب ودول الغرب وقبلهم مخابرات الكيان. وهو يظهر على منصات التواصل الاجتماعي (سيوشال ميديا)، كتابة وصوتا وصورة وفيديو، رغم قيود بعض هذه المنصات.
واليمنيون أكثر الشعوب العربية حدة في هذا، ولن يلام اليمن الحر إن هو تصدى بكل ما يستطيع لأي طرف أو نظام عربي يتورط في إعاقة أو إيقاف إسناده غزة ومقاومتها، خدمة لكيان الاحتلال “الإسرائيلي”.
شن حرب اقتصادية ضد إسناد اليمن غزة، سيان والحرب العسكرية أو وفتح الأجواء أو المياه الإقليمية أو القواعد الجوية لحماية سفن إمداد الكيان الإسرائيلي وسفن الدول الداعمة له والشركات المتعاونة معه.
هذا لم يعد سرا أو محض تكهن أو تخمين، إنه يقين بعدما صرحت به قيادة اليمن الحر وحذرت من سعي أميركا لتوريطهم في هذه المهمة، وفي هذا إقامة الحجة عليهم، والعرب تقول: “قد أعذر من أنذر”.

أترك تعليقاً

التعليقات