بحرنا أحمر
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يرجع اسم البحر الأحمر في بعض المصادر إلى وفرة شعابه المرجانية الحمراء. وترجعه مصادر أخرى إلى قبائل ومملكة حِمْير اليمنية وبسطها سيادتها على ساحلي البحر من باب المندب جنوبا وحتى العقبة شمالا. ويظهر أن الاسم سيُعمد بدماء الآلاف وربما عشرات الآلاف من البشر.
تشي بهذا النوايا العدوانية والتوجهات العدائية لإدارة الولايات المتحدة الأمريكية في انقيادها التام للوبي الصهيوني، ودفعه إياها إلى التورط في اليمن أملا بإنهاء تهديد اليمن للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ومصالحه وسفنه، حتى لو كان الثمن توريط أمريكا وأوروبا في مهلكة اليمن ومقبرة غزاته.
عمليا، اليمن الحر، لم يعلن إغلاق باب المندب أو منع الملاحة الدولية في البحر الأحمر «فقط سفن العدو الصهيوني والمرتبطة به وتلك التي تحمل له المؤن والسلع». كما أن اليمن حتى الآن لم يعلن الحرب في البحر الأحمر أو يسفك قطرة دم واحدة «حرصا على سلامة الملاحة الدولية».
في المقابل، أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفن قواتها في البحر الأحمر على إهراق الدماء وإزهاق الأرواح في عدوان سافر على سيادة اليمن في مياهه الإقليمية وقواته البحرية، ضمن سعيها إلى إشعال البحر الأحمر بحرب واسعة تظن منها النجاة فيما كل المعطيات تؤكد أنها الهلاك.
أذنت هذه العجرفة الأمريكية، بالويل على القوات البحرية الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، التي أكد السيد عبدالملك الحوثي، أنها ستكون هدفا مباشرا ومشروعا لصواريخ اليمن الباليستية وطائراته المسيرة وعملياته العسكرية، إذا استهدفت أمريكا اليمن بشكل مباشر.
ينطبق على القوات الأمريكية الآن، المثل العربي الشهير «يداك أوكتا وفوك نفخ»، وقصته المعروفة عن غرق أحدهم جراء عدم إحكام نفخ وسد طوق نجاه. ويقابل هذا المثل في العامية اليمنية الدارجة: «من عمله بيده الله يزيده»، وهذا ما أكده بيان القوات اليمنية في تعليقه على الاعتداء الأمريكي.
أما استشهاد 10 من أبطال القوات البحرية اليمنية في هذا الاعتداء الأمريكي، فباعث على الاحتفاء وأن تزف القوات اليمنية المسلحة لليمنيين نبأ استشهادهم، الوارد بكل حال، في حرب مفتوحة أعلن اليمن خوضها مع الكيان الصهيوني وشركائه في جرائم الحرب والإبادة بحق الفلسطينيين.
ليس سرا، ما أصبح اليمن يملكه من قدرات عسكرية برية وبحرية وجوية. سبق أن استعرضت قوات الجيش اليمني نماذج لبعض هذه القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية، غير الخافية على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ومن لف لفهما في دعم تصفية الحق الفلسطيني وأهله.
ولن يتأخر رد قواتنا المسلحة على الاعتداء الأمريكي، والثأر لشهداء القوات البحرية اليمنية، كثيرا، بقدر ما سيكون موجعا جدا، ومؤكدا للجميع أن لا تهاون في السيادة اليمنية ولا تفريط بالدم اليمني أو الفلسطيني حتى لو صار البحر الأحمر، بحيرة دم أمريكي. فهو بحرنا وسيظل بحرنا الأحمر.

أترك تعليقاً

التعليقات