رئيس ورطة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يحدث كثيرا ويتكرر مرارا عبر التاريخ، أن تكون نهايات إمبراطوريات كبرى على يد حاكم أو رئيس ورطة. حدث هذا مع معظم إمبراطوريات العالم القديم، وحديثا مع غورباتشوف والاتحاد السوفيتي، وهادي واليمن، وصولا إلى دونالد ترامب وإمبراطورية الشر الأمريكية!
تورط ترامب، ليس بإطلاق قراراته الجمركية رصاصة الرحمة على الاقتصاد الأمريكي ولا بدق قراراته ضد المهاجرين مسمارا بنعش إمبراطورية الشر الأمريكية. المعتوه ترامب تورط أيضا في حرب مباشرة على اليمن. دون الاتعاظ من تجربة سلفه جو بايدن الفاشلة في اليمن!
فعليا، ترامب معجون بغرور وعجرفة رأس المال. ليس لديه خبرة في شؤون السياسة وإدارة الدول. كان تاجرا ومستثمرا...
وصار ميليارديرا، لا يفقه في الحياة إلا لغة المال وجبايته لا جنيه، ويغطي ضحالته السياسية بالهنجمة والهضربة.
لهذا كان طبيعيا أن يسارع ترامب إلى زعم أن حملته العسكرية «قتلت العشرات من قيادات الحوثيين ودمرت الكثير من قدراتهم العسكرية». تصريح متسرع أطلقه ترامب في ثالث أيام حملته التي تقترب من دخول شهرها الثاني. لم يستطع إثبات مزاعمه ولا إعلان أسماء هذه القيادات!
هذا التصريح المتسرع يذكرنا بتصريح ناطق تحالف العدوان على اليمن، العسيري، نهاية الشهر الأول للعدوان بأنهم «دمروا 85% من القدرات العسكرية للحوثيين». وقع ترامب في ورطة تصريحه المتسرع، فعمد إلى محاولة تعزيزه بنشر فيديو استهداف تجمع سلام عيدي!
تورط ترامب أكثر بنشره مقطع فيديو الغارة الجوية الأمريكية على تجمع سلام عيدي في الحديدة. ليس لأنه كشف اعتماده الكذب في الهنجمة والهضربة، بل لأنه أيضا قدم دليلا دامغا يدينه بالاحتفاء والإشراف المباشر على ارتكاب جريمة حرب واستهداف تجمع مدني!
عمليا، معيار نجاح حرب ترامب على اليمن الحر، لا يحتمل التمويه أو الالتباس. هو برر حربه بما سماه «حماية الملاحة البحرية وإنهاء القدرات العسكرية للحوثيين وتهديداتهم وإيقاف هجماتهم». حتى الآن، لم يؤمن حماية للملاحة، بل تسبب تصعيده العسكري بتهديدها.
كذلك هدف «إنهاء القدرات العسكرية للحوثيين وتهديداتهم»، لم تنجح قرابة 400 غارة خلال نحو شهر، في تدمير قدرات القوات المسلحة لليمن الحر، وعلى العكس تؤكد عملياتها تعاظمها. أيضا الهدف الثالث «إيقاف هجمات الحوثيين»، لم تتوقف، بل تصاعدت وتيرتها.
يتوهم ترامب أن استمرار عدوانه العسكري وضغوطه الاقتصادية بالعقوبات الأمريكية، ستحدث تغييرا. لكن هذا الرهان، هو الآخر فاشل. له تجارب سابقة أثبتت أنه رهان خاسر، ليس أقرب هذه التجارب، سنوات الصمود والتصدي الثماني للعدوان السعودي -الإماراتي.
يبقى الثابت، وفقا لهذه المعطيات، أن مآل عدوان إمبراطورية أمريكا المباشر، سيكون -بعون الله- نفسه مآل عدوانها غير المباشر عبر السعودية والإمارات. سيلجأ للهدنة، أو -وهو الأرجح- إلى إيقاف العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة ورفع حصاره عن القطاع.

أترك تعليقاً

التعليقات