حداد الكيان!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ظهر العدو الصهيوني بعدوانه الجديد على اليمن الحر، كمن يدحرج برميلا فارغا! نفذ موجة جديدة من غاراته رغم يقينه أن لا إنجاز عسكري يذكر، حتى إنه أعاد نص إعلانات موجات عدوانه السابقة، حرفيا، باستثناء أنه سمَّى عدوانه هذه المرة «الراية السوداء»!
فعليا، اسم «الراية السوداء» يجاهر بحداد انتكاسة أكثر منه احتفاء انقضاضة. يجسد يأسا وعجزا عن ردع اليمن الحر وثنيه عن نصرة فلسطين. يدرك العدو الصهيوني هذا، أكثر من غيره، ويعلم أنه لا يستطيع شيئا حيال اليمن، مثله مثل من يعاني كابوسا دائما!
دعكم من تصريحات وزير حرب العدو الصهيوني، وإعلانه أن «قانون طهران نفسه سينفذ مع اليمن»! ...
هذا مجرد استعراض، هنجمة فارغة من الفعل، فهو لا يعرف هدفا مجديا لقصفه في اليمن ولا كيف يدمر قدراته العسكرية وإنهاء حصار كيانه بحريا وتهديد حظر أجوائه!
يتوق العدو الصهيوني، لو أنه يستطيع اختراق اليمن الحر وإحداث أي ثغرات في مؤسساته الامنية والعسكرية، أو تكبيده خسائر عسكرية يستطيع التباهي بها ولو كذبا، كما فعلت ربته أمريكا في ثالث أيام عدوانها على اليمن، بإعلانها «تدمير مصانع ومنصات ومخازن واغتيال قيادات»!
ذلك، هو باعث يأس العدو الصهيوني، وشاهد فشله أمام اليمن الحر وعجزه عن حسم المواجهة معه، أنه لا يعرف شيئا عن قدراته أو قياداته العسكرية، ولم تنجح مساعيه لتجنيد خلايا تجسس طوال قرابة عامين من المواجهة وتصاعد عمليات إسناد اليمن غزة!
إفلاس العدو، معلوماتيا، وافتقاده «بنك أهداف»، وتبعا خطة حربية؛ تجعل من غاراته الجوية على اليمن، مجرد «حفظ لماء الوجه» أمام مستوطنيه وامتصاص سخطهم على حكومتهم لفشلها في استعادة ليس أسراه فقط، بل وحتى مستوى آمان ما قبل «الطوفان»!
فعليا، يدرك العدو الصهيوني، أن اليمن الحر، جبهة رئيسة وقوية من جبهات مقاومته، يلتقي مع إيران ولبنان والعراق في الإصرار على ردع عدوانه وقمع طغيانه، وإيقاف إجرامه وحرب إبادته الفلسطينيين وتهديداته المقدسات الإسلامية وصولاً إلى نزع كيانه من فلسطين.
تأكد أيضاً للعدو، أن فشل أربابه بحلف الشر «الأنجلو-صهيوني»، وتحالفات «حارس الازدهار» و»البحار الخشن» الأمريكية البريطانية، و»أسبيدس» الأوروبية، وقبلها تحالف «عاصفة الجرم» السعودي -الإماراتي؛ في إخضاع اليمن الحر، لم يكن تهاونا أو تقصيرا أو تخاذلا، بل عجزا وانهزاما.
ليس هذا فحسب، فالعدو الصهيوني، يؤكد علنا لا سرا، أن اليمن الحر، مختلف عن باقي جبهات محور المقاومة. لا تشبه ظروفه إيران أو جنوب لبنان أو العراق، ويتسم بأنه قيادة وشعبا، حكومة وجيشا، حر من أي قيد أمريكي أو سوار، وقراره لا يخضع لأي حسابات، سياسية أو اقتصادية.
يبقى الثابت أن قوة الحق بمشيئة الله، أمضى من القوة الغاشمة، وأن اليمن الحر، جاد في إرادة التحرر والاستقلال، وثابت في اختيار مقاومة هيمنة قوى التجبر والاستكبار، وشديد الإصرار على نصرة فلسطين والانتصار، وعزمه عصي على الانكسار، كما بنيته الشعبية والعسكرية عصية على الانهيار، بعون الله.

أترك تعليقاً

التعليقات