شَّرْ عِيَّهَ!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يسعى الباطل الى ارتداء ثوب الحق، لكن هذا الثوب دائما -ومهما كان بهرج الترويج له- يظهر باليا من أردأ الخِرق، ممزقا مهترئا، يملأه الرتق. تلك بالضبط حال تحالف الإثم والعدوان والجرم والطغيان. مازالت دوله تظن نفسها فوق كل الشرائع والتشريعات، وتقدم نفسها أنها «الشَّرْ عيَّة» ومصدرها المطلق، وهي كذلك بالفعل: «شَرْ» عام و«عِيَّة» تام، تعتريه «عنة» أيضاً!
تذرع تحالف عدوان السعودية والإمارات ومن ورائهما أمريكا وبريطانيا ومسخهما الكيان الصهيوني، لسنوات بما سماه «الشَّرْ عِيَّة»، وزعم أن هادي «رئيس منتخب» رغم أنه مُنصب سياسيا بدفع من دول تحالف الإثم نفسها، و«توافق سياسي» عبر مسرحية استفتاء لقواعد المتوافقين، سُميت زورا «انتخابات رئاسية» وغابت عنها خيارات متنافسة تجسد الانتخاب بمعنى الاختيار!.
لكن دول تحالف العدوان لم تكتف بزعم أن هادي «رئيس منتخب» بل زعمت أن حكومته «منتخبة» رغم أنها مُعينة من رئيس مُنصب «غير شرعي» وبدفع سفراء دول الوصاية، راعية ما سُميت «المبادرة الخليجية»، ولم يشكلها حائز -أو حائزو- أغلبية أصوات الشعب في انتخابات نيابية عامة حرة وتنافسية، ويعلم الجميع أن آخر «انتخابات» أجريت في اليمن كانت في أبريل 2003م!
كما زعم تحالف الإثم والإجرام، أن تدخله العسكري في اليمن بطلب من هذه «الشَّرْ عِيَّهَ»، وأن هدفه «إعادة الشَّرْ عِيَّهَ لحكم اليمن وإنهاء الانقلاب على الشَّرْ عِيَّهَ وتنفيذ مقررات مؤتمر حوار أجمع عليها كل اليمنيين وحفظ أمن اليمن وسلامة اليمنيين». رغم أن مخرجات مؤتمر الحوار لم تحظ بإجماع الـ565 المشاركين في هذا المؤتمر، وأقر فرضها مجلس الأمن الدولي لا الشعب اليمني!
مع ذلك، ظل تحالف العدوان يتشدق بهذه الأكاذيب لتسويغ انتهاكه سيادة دولة وتدمير مقدراتها ومؤسساتها وقتل وجرح مئات الآلاف وشرد الملايين من شعبها وفرض حصار جوي وبري وبحري على اليمنيين، وحرب نفسية لتمزيق نسيجهم المجتمعي، وحرب اقتصادية لتدمير عملتهم واقتصادهم وإفقارهم وإيقاف رواتبهم و»جعل 80% من اليمنيين يعتمدون المساعدات للبقاء أحياء»!
ليس هذا وحسب. بل تمادى تحالف الباطل في بغيه وطغيانه لدرجة إسقاطه ذرائعه على زيفها وبطلانها. عزل «حكومة هادي» مرارا، وموَّل مليشيات عدة متمردة وانقلابية على «الشَّرْ عِيَّهَ»، وسيطرت قواته الغازية ومليشياته على منابع النفط والغاز وسواحل اليمن وموانئه وجزره بما فيها التي لم يصل إليها ما سمَّاه «الانقلاب الحوثي»، مجاهرا بدوافعه وأطماعه في اليمن!
باطل تحالف الإثم والعدوان والجرم والطغيان، بعد فشله في تحقيق أهدافه وهزيمته بردعه في عقر داره، امتد أخيرا، إلى الانقلاب علنا ورسميا على «الشَّرْ عِيَّهَ» وعزل «هادي» نفسه. إلى إنهاء خدمات عمالة هادي ونقلها إلى «مجلس قيادة» لأدواته الجديدة في اليمن وقادة مليشياته المحلية، مبتدئا فصلا آخر من الباطل عبر «شَرْ عَنَة» جديدة لعدوانه، تسعى لإدامة هيمنة وصايته!
يعلم تحالف الباطل يقينا، أن هادي ليس رئيسا شرعيا منتخبا، ويعلم أنه حتى لو كان منتخبا لا يحق له نقل سلطاته وتفويض صلاحياته لأي هيئة غير دستورية. هذا ما ينص عليه دستور الجمهورية، إن شغور منصب رئيس الجمهورية يشغله نائبه وفي حال شغورهما معا يشغله رئيس مجلس النواب لحين انتخاب الشعب رئيسا بانتخابات تنافسية خلال 90 يوماً.
لكن تحالف العدوان لا يبالي بسقوط ذرائعه الباطلة ولا بانفضاح باطله. لهذا سعى بكل فجاجة ووقاحة إلى إلباس «مجلس قيادة» أدواته ثوب «شَرْ عِيَّهَ» زائفة عبر مسرحية عقد جلسة لأعضاء في مجلس النواب يوالونه ويسقطون شرعيتهم بمباركتهم عدوانه وجرائمه، لمنح «مجلس قيادة» أدواته «الشَّرْ عِيَّهَ» وأدائه «اليمين الدستورية» أمامه! ترتيق رديء لدثار باطل بأزلام بالية مهترئة!
يريد تحالف العدوان، ترتيق خِرقه البالية كيفما كانت، ليواري بها باطله، ولأنه باطل لا يجد حرجا في «شَرْ عَنة» باطله. ينشد بهذه «الشَّرْ عِيَّهَ» المزيفة أن تكون واجهة جديدة له في المفاوضات مع سلطات صنعاء أو في مواجهات ومعارك سيواصل تغذيتها بالمال والسلاح و»يُشَرْ عِنهَا» سياسيا بشراء الذمم والمواقف، وإعلاميا بالتضليل والبهتان وقطعان شهود الزور والخوان! إنما هيهات.

أترك تعليقاً

التعليقات