لن ننسى!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يتباكى خصوم «21 أيلول/ سبتمبر»، على دولة كانت ما عادت قائمة! يتحدثون عن «نكبة» و«انتكاسة» دولة كانت تصنف حتى من دول تحالفهم «دولة فاشلة» منهارة! يتشدقون بـ«استعادة دولة» انكبوا على تفكيك مفاصلها وتعطيل وظائف مؤسساتها، بنهم من يجني أرباحا!
تلك حال وكلاء وعملاء دول التحالف! بعد عشر سنوات، يصرون على تسمية «21 سبتمبر» انقلابا، متناسين أنهم بذلك يضيفون إنجازا لها، جديرا أن يدرج بموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، بوصفها «أطول انقلاب في العالم»! على نظام حكم تهاوى بفرارهم، خلال ساعات!
يعتقد هؤلاء أن ذاكرة اليمنيين مثقوبة! يتجاهلون الانفلات العام الذي أحدثوه بتعميم فوضى عارمة، ما انفكت تمني اليمنيين بصدمات متوالية وفجائع مروعة...
 ليس أقلها سقوط طائرات حربية على منازلهم وسط العاصمة صنعاء! وتفجير أخرى في مرابضها داخل قواعد جوية!
يتعامون عن قرابة 4500 جريمة اغتيال ومحاولة اغتيال، طالت سياسيين وعسكريين وأمنيين خلال أقل من أربع سنوات من حكمهم التدميري للدولة، شملت نحر جنود الجيش في الشوارع والمعسكرات، واقتحام مقار قيادة المناطق العسكرية، وصولا إلى مجمع وزارة الدفاع نفسه!
يتجاهلون مجازر بشعة بحق اليمنيين، ظلت تتوالى بوتيرة تصاعدية ممنهجة: قصفا لحفلات الزفاف ومجالس العزاء بطائرات الدرون الأمريكية المُسيَّرة بعد إباحة أجواء اليمن لها، وتفجيرا للتجمعات والمساجد والمدارس بعبوات ومفخخات تنظيمات «القاعدة» و»داعش» طليقي السراح!
يتناسون الحياة الضنكى، جراء تعرض شبكة وأبراج محطة كهرباء مأرب وأنابيب النفط والغاز لمئات الاعتداءات التخريبية، وإعلان وزير الداخلية حينها عبدالقادر قحطان، أن المخربين معروفون وعددهم 75 متهما، كل ما استطاعت فعله حيالهم إدراجهم في «قائمة سوداء» لتستمر الاعتداءات!
يتغافلون مظاهر الانهيار التام وهي تنتشر كالنار في الهشيم، وتأتي على كل بقية باقية من شكل دولة، لدرجة إصدار قرارات جمهورية بتعيين أشخاص من الشارع، بلا سابق خدمة أو خبرة، وكلاء وزارات ومحافظات، بنظام الدرزن (12 وكيلا) ومع أخطاء في أسمائهم!
يتجاهلون ارتفاع ترتيب اليمن في التصنيف العالمي للأكثر فسادا، والأكثر مخاطر، والأكثر بطالة، والأكثر فقرا، والأكثر تضخما، والأكثر دينا داخليا وخارجيا، والأقل إنتاجا محليا، والأقل نموا اقتصاديا، والأقل إنماء (تنمية)، والأقل أمنا، والأقل شفافية، والأقل عدلا... إلخ!
يزايدون على رواتب موظفي الدولة التي أوقفوها هم، متناسين إعلان حكومتهم قبل «21 أيلول» على لسان وزير ماليتها، أنها ورغم استمرار عائدات تصدير النفط والغاز وجميع الصادرات والمنح والمساعدات الخارجية «ستكون عاجزة عن دفع رواتب للشهر المقبل ما لم ترفع الدعم كليا عن المشتقات النفطية»!
يعتقدون أن اليمنيين سينسون أن نظام حكمهم قبل «21 أيلول»، رهن البلاد علنا وكليا، لسفراء دول الوصاية العشر: رعاة «المبادرة الخليجية»، و»هيكلة (تصفية) الجيش والأمن»، وفوضى «ثورة ترحيل المؤسسات»، ومفخخات «مؤتمر الحوار»، وخطة تقسيم «أقلمة اليمن» على مقاس مصالح قوى النفوذ!
يتغابون بحديثهم عن «السيادة الوطنية»، وهم من طلب رسميا، في سابقة عالمية، إدراج اليمن تحت الوصاية الدولية بموجب الفصل السابع لمجلس الأمن الدولي! ثم طلبوا التدخل العسكري الخارجي، ليشن عدوانا عسكريا واقتصاديا مدمرا ويفرض حصارا قاتلا، على اليمن وشعبه!
كلا، لن ينسى اليمنيون، مهما دلس المضللون، وزوروا الوقائع وحوروا الحقائق؛ جنايتهم على اليمن وجريمتهم بحق كل يمني، خلال أربع سنوات من التفكيك والتدمير والنهب والتفقير (2011-2014م)، وعشر سنوات من العدوان والحصار والتجويع والاتجار بدماء اليمنيين وأرواحهم!

أترك تعليقاً

التعليقات