إنسانيتهم!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
آخر تقليعات الموالين لتحالف العدوان والغزو والاحتلال، أنهم «يدافعون عن الإنسانية بالنيابة عن البشرية جمعاء»! تخيلوا! يقاتلون دفاعا عن الإنسانية التي نحروها من الأذن إلى الوريد، طوال سبع سنوات من القتل والتجويع والتشريد!
لا تدري إن كان هؤلاء بشراً أصلا، ولا إن كانوا ينتمون أصلا إلى بني الإنسان حتى يتحدثوا عن الإنسانية! كانوا يختزلون «الشرعية» في شخوصهم، واليوم يحتكرون الإنسانية فيهم، ومن عداهم شياطين أباليس وحوش ومجرمون،... إلخ الموال إياه!
لكن ما تدريه أن هذا من تجليات تسيد الباطل في زماننا، لكن الباطل مهما صال وجال زائل وأهله لا محالة. والحق صادح وأبلج. ولا بد أن ينصره الله سبحانه وتعالى بقدرته، فهو العليم السميع البصير العزيز، القادر والجبار، وهو قبل هذا وذاك، الحق المطلق والعدل.
الإنسانية التي يتحدث عنها «هادي» وحكومته، هي في قتل شعب وحصار شعب وتجويع شعب وتشريد شعب، لأجل شُعب من هذا الشعب، تريد الحكم والجاه والمال، على حساب دماء هذا الشعب، وكرامة هذا الشعب، ورهنه لإذلال التبعية والوصاية!
والأنكى أنهم يستشهدون على إنسانيتهم ودفاعهم عن الإنسانية، بماذا؟ بتزايد عدد النازحين إلى مأرب! تخيلوا أي مبلغ بلغ بهم الاستغفال لهذا الشعب. يتناسون أن النازحين يبحثون عن فرص عمل هم من أعدمها في المناطق «المحررة»، ورواتب هم من قطعها.
عجيب أمر هذه «الإنسانية» التي يتقمصونها دون أدنى اقتدار، ويزعمون الدفاع عنها وهم قاتلوها دون أي ستار، ويتشدقون بها ويتخذونها اليوم دثارا. وإلا كيف لمن يبتز شعبا بأكمله بقوته ورواتبه وأمانه وكرامته وصحته، ليحكمهم قسرا، أن يتحدث عن الإنسانية؟!
يظل الثابت يقينا، أن لا مروءة في من يقبل العمالة، ولا نخوة في من يستمرئ الخيانة، ولا إنسانية في من يحتفي بقتل وجرح عشرات الآلاف الأبرياء وحصار وتجويع عشرات الملايين، وتشريد الملايين من المواطنين، قسرا من ديارهم وقراهم ومدنهم.

أترك تعليقاً

التعليقات