إمامهم!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تابع العرب والمسلمون باهتمام، كرنفال التسليم والاستلام، بين حزبي إمبراطورية الظلام، كما لو أن الأمر بيعة إمام. فعليا، رئيس إمبراطورية أمريكا، غدا عالي المقام، عند قطاع كبير من الأنام، يهفون إليه هفو عاشق مستهام، إذ اتخذوه لهم إماماً، إنما من أئمة الضلال والإظلام!
لا فرق بين الحمار «الديمقراطي» والفيل «الجمهوري»، كلاهما دفتا باب واحد للشر والإرهاب، وجناحا «نسر» الهيمنة والاغتصاب، وعمادا عصابة الحلب والإعطاب. الحزبان المتناوبان على رئاسة الإمبراطورية الأمريكية، هما «فردتا حذاء واحد» كما أجاب فيدل كاسترو، حين سئل: أيهما أفضل.
لكن المؤكد، أن هوج إمبراطورية أمريكا، وقبح عجرفتها، وهمجية غطرستها، ستكون أكبر، خلال السنوات الأربع القادمة...
 ليس لأن الرئاسة الأمريكية انتقلت الى الفيل «الجمهوري»، صاحب الرصيد الأوفر في شن الحروب الأمريكية المباشرة وبالوكالة، بل لأن على رأسها دونالد ترامب.
رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب، يُحسب له أنه أول من نزع القناع الأمريكي، وأظهر وجه الإدارة الأمريكية دون مساحيق تجميل، خلال توليه الرئاسة (2016-2020م)، وصدح بملء صوت راعي البقر: نحن حلابو الدول ومصاصو دماء الشعوب، ويجب أن تدفعوا لنا!
لا يحتكم ساسة إمبراطورية أمريكا فعليا إلى قيم إنسانية أو أخلاقية أو حتى دينية. هناك «لوبيات ضغط» اقتصادية كبرى، تنشط علنا وبموجب قانون «جماعات الضغط»، وتحكم هذه الإمبراطورية وتتحكم في سياستها وتوجهاتها ومواقفها، وتُصَعِد من يخدمها أكثر إلى دوائر القرار.
المال هو مرجع الحكم الأول في إمبراطورية أمريكا الرأسمالية. بقدر ما تملك من المال يكون نفوذك. لا قواعد إنسانية ولا ضوابط أخلاقية، كل القيم والمبادئ تُكسر بطرفة عين، لأجل جني أكبر قدر من الأموال، وبسط أوسع قدر من النفوذ، وفرض أكثر قدر من الهيمنة الأمريكية.
يرفع العالم الغربي، شعارا رئيسا يلخص جوهر ومبادئ نظام الرأسمالية: «دعه يعمل.. دعه يمر». هذا لا يعني بالضرورة تكافؤ الفرص أمام كل من يعمل، بقدر ما يعني لا قيود من أي نوع، أمام مالك المال لجني مزيد من الأموال، عليه أن يدفع «رشاوى» للسلطة، ليجمع الثروة.
يملك اليهود، وجلهم من «الصهاينة المسيحيين»، ثلاثة أرباع أموال الاقتصاد العالمي. يسيطرون على رؤوس الأموال في أكبر قطاعات التأثير والنفوذ في العالم: البنوك والمصارف (واحتياطيات الذهب)، الصناعة (وفي مقدمها السلاح)، الخمور والمخدرات والدعارة، الإعلام والدعاية.
لا غرابة أن يرتهن ساسة أمريكا، للكيان الصهيوني، ارتهانا براجماتيا مصلحيا في المقام الأول. يرون فيه حارسهم الأمامي لمنابع النفط في المنطقة العربية، وأهم المضايق البحرية لخطوط الملاحة الدولية. ثم تأتي العقيدة الصهيونية الفاسدة بثلاثيتها العنصرية والانتهازية والإجرامية.
لهذا، لا يبدو غريبا، احتفاء أنظمة دول عربية بعودة دونالد ترامب لسدة رئاسة الإمبراطورية الأمريكية، رغم إهانته لحكام هذه الدول ونعتهم بأقذع الألفاظ علنا! يؤكد هذا الاحتفاء كم أن هؤلاء الحكام تابعون وخادمون لهذه الإمبراطورية ورؤسائها وأجنداتهم، وهشون كمن يتعلق بقشة!

أترك تعليقاً

التعليقات