أذن جمل!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يظهر لمتابع مجريات الأحداث، أن اليمن واليمنيين لم يروا حتى الآن سوى أذن الجمل! يتضح هذا جليا من التصعيد المتبادل بين القوى الموالية للتحالف في جنوب البلاد، تبعا لصراع النفوذ بين قطبي التحالف (السعودية والإمارات).
لا يبدو أن الحرب الغاشمة والعدوانية على اليمن، قد تضع أوزارها قريباً. كل المؤشرات تشي بجولة أكبر لهذه الحرب بين مخرجاتها من “القوى” و”القوات” الممولة من قطبي التحالف، إثر تنامي الصراع بينهما على بسط النفوذ في اليمن.
تسعى السعودية إلى الحفاظ على نفوذها الواسع في اليمن طوال العقود الماضية وتتعامل مع جنوب اليمن وبخاصة المحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، والمهرة) بوصفها أكثر من مجرد “حديقة خلفية” لها إلى اعتبارها جزءا من المملكة.
السعودية، التي تتشكل من 13 منطقة إدارية، تضم كل منها عددا متباينا من المحافظات؛ تنظر منذ تأسيسها، إلى حضرموت بوصفها “مشروع منطقة رابعة عشر”. لهذا دعمت ضم شبوة والمهرة وسقطرى إلى “إقليم حضرموت” بمؤتمر الحوار.
في المقابل، تسعى الإمارات، إلى جني ثمار تمويلها السخي إنشاء ما سمته “المجلس الانتقالي الجنوبي” بوصفه “سلطة انتقالية” لـ”دولة الجنوب” التي تدعم انفصالها عن اليمن، واستكمال فرض نفوذها عبر قوات “الانتقالي” على كامل جنوب اليمن.
لم تجد السعودية، صعوبة في الالتفاف على هذه الطموحات من جانب حليفتها في التحالف. عمَدت لتمويل إنشاء قوات مسلحة جديدة من المحافظات الجنوبية بمسمى “درع الوطن”، ودعم تأسيس “مجالس وطنية” للمحافظات الجنوبية، تواليها.
هذا الإجراء السعودي، المجسد لسياسة أصيلة للرياض توغلت بها في جميع مفاصل الدولة وفئات المجتمع في اليمن لعقود طويلة؛ أثارت حفيظة حليفتها الإمارات، لكونها تعني إنهاء نفوذها بسواحل اليمن بتحجيم “المجلس الانتقالي” وتقليص سلطته.
هذه المستجدات، في جنوب البلاد، تتزامن مع تفاقم أزمة اقتصادية حادة، ناتجة عن عبث ونهب للإيرادات العامة، من القوى الموالية للتحالف والمحمي فسادها منه، لتدمير مؤسسات الدولة واستخدام الخدمات وأسعار السلع سياطا لترويض المواطنين.
لا يهتم قطبا التحالف، ولا القوى الموالية لهما، بأمن اليمن واستقراره، ولا بوحدته وسيادته، ولا بسلامة مواطنيه وحياتهم. هذه مزاعم تصدرت أهداف التحالف، وتثبت الوقائع السعي إلى نقيضها: إشعال اليمن بالقتال، سلب سيادته، تمزيق وحدته ونسيجه، التنكيل بشعبه وإذلاله.
والحاصل، أن مساعي التحالف لتجديد وتمديد “الهدنة” المستمرة أجواؤها في شق إيقاف إطلاق النار والفتح الجزئي لميناء الحديدة ومطار صنعاء؛ تصب باتجاه حاجة التحالف لإعادة ترتيب أوراقه وأدواته ونفوذه في جنوب البلاد، قبل أي شيء آخر.

أترك تعليقاً

التعليقات