جحيم اليمن
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يُقال: «لابن آدم ثلث ما نطق». هذا بالضبط ما حدث مع المعتوه ترامب! ظل يتوعد كل معارضي تجبره في العالم، بـ»رؤية الجحيم»، حتى رآه رأي العين في اليمن. لا يعلم كثيرون ما واجهته البحرية الأمريكية؛ لكنها بدأت تفصح عن بعضه لتبرير إعلان ترامب هزيمته، وإيقاف عدوانه.
كثيرون، لا يعلمون أن اليمن أجبر أمريكا على تنفيذ رحلات جوية باهظة لنقل نظامي دفاع جوي متحركين من طراز «باتريوت» ونظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية الطرفية (صواريخ ثاد)، إلى حاملات طائراتها «هاري ترومان» شمالي البحر الأحمر و»كارل فينسن» في بحر العرب.
لكن هذا ما صرح به الأدميرال سام بابارو، قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، أمام الكونغرس، موضحاً أنه «تم تنفيذ 73 رحلة جوية لطائرات سي-17 لنقل نظام دفاع جوي باتريوت واحد من منطقته إلى الشرق الأوسط، وبكلفة 27 ألف دولار لكل ساعة طيران».
ليس هذا فحسب، بل نقلت شبكة (NBC News) عن إحصاء عسكري أنه «منذ بدء إدارة ترامب حملتها ضد الحوثيين (الراكب الخشن)، أنفق البنتاغون ما يقرب من 2000 قنبلة وصاروخ بقيمة تزيد عن 775 مليون دولار، في 3 أسابيع فقط من بدء الحملة ضد الجماعة»!
لا يدري كثيرون أن ما سمته البحرية الأمريكية «اضطرار حاملة الطائرات ترومان لانعطاف حاد» يعني الاضطرار لفرار «يا روح ما بعدك روح»، بعد استنفاد جميع وسائل التصدي للهجمات اليمنية. ولا يعلمون أن إسقاط 3 طائرات «إف 18» و22 طائرة «إم كيو 9 ريبر» يكلف قرابة مليار دولار!
هذا فقط ما اضطرت القوات الأمريكية إلى الإفصاح عنه، لصعوبة إخفائه عن المؤسسات الرقابية الأمريكية. لكن ما خفي أعظم ولا شك؛ وإلا ما الذي يجعل من أطلق عدوانه على اليمن بزعم «حماية الملاحة الدولية»، ينهيها باتفاق «حماية السفن الأمريكية»، واستثنائها من حظر العبور والاستهداف؟!
جحيم اليمن فعل. لهذا لا يتحرج مسؤول أمريكي مُطلع على حملة (عدوان) ترامب، عن الإقرار: «من الواضح أن الإدارة كانت تبحث عن مخرج لهذه الحملة ضد الحوثيين»، معللاً هذا بأن «الجهود المبذولة في عهد ترامب جاءت بتكلفة باهظة، وكانت تُستنزف المخزونات الأمريكية».
صحيح أن قرار ترامب إيقاف عدوانه مقابل إيقاف استهداف سفنه فقط، يتخلى عن حماية سفن الكيان الصهيوني؛ لكنه انسحاب تكتيكي من واجهة الحرب لحفظ ماء وجه إمبراطوريته وهيبتها العسكرية، وجعل الكيان في واجهة الحرب مع اليمن بدعم أمريكي لوجستي واستخباراتي وتسليحي كامل.
تدرك هذا قيادة اليمن الحر وقواته المسلحة، وأعلنت استعدادها الكامل له، بالتوكل على الله واليقين بتأييده ونصره. كذلك الكيان الصهيوني يعلم حد اليقين أن اليمن الحر لن يتخلى عن فلسطين وغزة، وسيواصل عمليات إسناده حتى إيقاف عدوان الكيان على غزة ورفع حصاره عنها، والذي يبدو وشيكاً.
كل المعطيات تشير إلى وصول الكيان «الإسرائيلي» وتحالف الشر «الانجلو-صهيوني» إلى اليأس من إنهاء المقاومة الفلسطينية، وإثناء اليمن الحر عن دعمها وإسنادها؛ إلى يقين استحالة تصفية قضية فلسطين وحقوق شعبها، ومجبرون على إيقاف عدوانهم الغاشم ورفع حصارهم الظالم عن غزة، لا محالة.
هناك تضحيات بذلها اليمن، تضحيات غالية ونفيسة؛ لكنها تظل قربات إلى الله وإرضائه. كل المنشآت الخدمية والمرافق المدنية التي دمرها العدوان الأمريكي سيُعاد بناؤها بعون الله، وضحايا الغارات على الأحياء السكنية والتجمعات المدنية نحسبهم شهداء بإذن الله، أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم.
لهذا، أرى أن السادس من مايو يستحق إعلانه يوماً وطنياً، ليظل شاهداً على تمكن اليمن الحر بتوفيق الله وعونه ونصره من كسر نمرود العصر وطاغية القرن، إمبراطورية الشر الأمريكية، وإرغامها على إعلان هزيمتها. انتصار كبير ومستحق بعون العزيز القدير، له -حتماً- تداعيات كبيرة في قادم الأيام.

أترك تعليقاً

التعليقات