جهاد المسوخ!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ينكبّ الموالون لتحالف العدوان على متابعة غاراته بنشوة عارمة، كما لو كانت هذه الغارات على كيان الاحتلال الصهيوني، لا على بلدهم! على العكس ينبرون لمعارضة أي هجمات على الكيان، والتقليل من جدواها وأثرها، أكثر من الكيان نفسه!!
يفرحون أيما فرح مع كل غارة عدوانية تستهدف اليمن. تأخذهم نشوتهم إلى قرن كل غارة كذباً بـ»مخزن أسلحة» أو «تجمع قيادات»!! يفعلون، حتى وهم يرون بالصوت والصورة أن المستهدف منشأة خدمية أو حيّ سكني أو تجمع مدني!!
يتعامون عن مشاهد الدمار ودماء وأشلاء الضحايا، وهم يرون أن معظمهم في كل غارة من النساء والأطفال والكهول! تماماً كما يتعامون عن مجازر الإبادة الجماعية المستمرة بوحشية وعلانية للفلسطينيين في غزة، كأنهم صهاينة لا عرب!
إنها والله فاجعة تُضاف إلى فجائعنا بأهالينا، إخوتنا وأطفالنا ونسائنا من المدنيين الأبرياء في غزة واليمن وسورية ولبنان والسودان! فاجعة المسوخ البشرية من أبناء جلدتنا، المتشفين والمحتفين والمبررين، أكثر من الصهاينة أنفسهم!!
صار هؤلاء المسوخ يتبارون في التحريض على قصف منازل ومنشآت، بزعم أنها مقرات سكن أو عمل «قيادات حوثية»!! صاروا يتبارون في زعم مقتل «قيادات حوثية» ويتفوقون في هذا على المسؤولين الأمريكيين و»الإسرائيليين» أنفسهم!!
عملياً ليس عاراً يوجب الإخفاء، استشهاد قيادات في مواجهة العدوان «الانجلو-صهيوني» على اليمن، بذل الروح ونيل الشهادة في هذه المعركة، الفريضة الإنسانية والأخلاقية والدينية، هو شرف رفيع وحق له أن يذيع، وهذا ما يحدث فعلاً.
الواقع أن سلطات اليمن الحر وأجهزته الأمنية والعسكرية تعلن بصورة شبه يومية تشييع كوكبة من الشهداء العسكريين والأمنيين. تفعل بكل حفاوة وفخر بما ناله الشهداء، ولا تخفي توق اللحاق بهم ونيل هذا الشرف والفوز العظيم.
تنشر وكالة الأنباء الحكومية أخبار وأسماء ورتب الشهداء المشيعين. تضحيات اليمن الحر في أداء واجبه الإنساني والأخلاقي والديني، كما عملياته المساندة للفلسطينيين في غزة، ليست سراً  ولا تستدعي جهاد المسوخ في الشائعات.
ليس سراً أيضاً أن إثناء اليمن عن موقفه المشرف وإيقاف إسناده غزة غاية معلنة لقوى الهيمنة والإجرام الدولي في تحالف الشر «الأنجلو-صهيوني»، لا تنفك تساوم بها اليمنيين على حياتهم وحريتهم وكرامتهم وقوتهم ومتطلبات عيشهم!
لكن هذه الغاية ستظل أمنيات وأضغاث أحلام تراود قادة الإجرام والشر الدولي، مثلما سيظل انكسار اليمن الحر، قيادة وحكومة، شعباً وجيشاً، عصياً - بعون الله، ومما يأنفه اليمنيون الأسوياء الأحرار مهما كانت التضحيات، القربات لله.

أترك تعليقاً

التعليقات